تحت.
2- رؤية الله عز وجل:
فقد أفرط قوم في إثبات ذلك فجاوزوا الحد، وقالوا: إنه سبحانه يرى في الدنيا والآخرة, وأنه يحاضر ويسامر وهذا قول بعض غلاة الحلولية[1].
وفرط قول فقالوا: إنه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة. وهذا قول: الجهمية والمعتزلة[2] وغيرهم من أهل البدع[3].
وقال أهل السنة: -من الصحابة والتابعين- إن الله يرى في الآخرة بالأبصار عيانًا وأن أحدًا لا يراه في الدنيا بعينه.
لأن الله أخبر أن عباده يرونه في الآخرة فقال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [4]، وقال عن الكفار: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُون} [5]؛ فلما حجب الكفار عن رؤيته عقوبة لهم دل على أن أهل طاعته يرونه.
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يتمكن رؤيته في الدنيا فقال: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت" [6].
فقول أهل السنة كما ترى وسط بين من أثبت رؤيته تعالى في الدنيا والآخرة، وبين من نفاها في الدارين؛ فأثبتوها في الآخرة دون الدنيا كما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. [1] انظر: ابن تيمية، الوصية الكبرى 1/ 29، وانظر: ابن القيم، حادي الأرواح 241. [2] انظر قولهم لدى: القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة 232. [3] انظر: ابن القيم، حادي الأرواح 196. [4] سورة القيامة آية 22- 23. [5] سورة المطففين آية 15. [6] م: كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد 4/ 2245.