المبحث الأول: في وسطيتهم في الأسماء والأحكام
المراد بالأسماء: أسماء الدين مثل مؤمن، ومسلم، وكافر، وفاسق.
والمراد بالأحكام: أحكام هؤلاء في الدنيا والآخرة[1]؛ أي: أحكام أصحاب هذه الأسماء[2].
فقد تنازع الناس في "مرتكب الكبيرة المليء" ماذا يسمى؟ أهو مؤمن؟ أم كافر؟ أم فاسق؟ أم منافق؟ وما حكمه في الدنيا؟ بنا على ذلك، وما هو حكمه في الآخرة؟ وافترقوا في ذلك إلى: طرفين، وواسطية.
فالخوارج، والمعتزلة في طرف.
وطوائف المرجئة في الطرف المقابل.
وأهل السنة: وسط بين الطرفين.
واختلافهم في ذلك مبني على اختلافهم في حقيقة الإيمان الواجب؛ لذا فإنا قبل عرض أقوالهم واختلافهم في اسم صاحب الكبيرة وحكمه، صنعرض بإيجاز لأقوالهم في تعريف الإيمان، وحقيقته عند كل منهم، وما بين مذاهبهم من فروق، وما فارقهم به أهل السنة، وامتازوا به عنهم من قول.
تعريف الإيمان:
أولًا: عند أهل السنة والخوارج والمعتزلة:
ذهب كل من أهل السنة، والخوارج، والمعتزلة إلى أن الإيمان يتألف من [1] انظر: ابن تيمية، الفتاوى 13/ 38. [2] انظر: صالح الفوزان العقيدة الواسطية ص126، "ط. الرابعة 1407 هـ، نشر: مكتبة المعارف - الرياض".