قالوا: "لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة"[1].
الصنف الثاني:
قالوا: الإيمان مجرد قول اللسان فقط وهؤلاء هم الكرامية[2].
قال شيخ الإسلام: "وهذا القول لا يعرف لأحد قبل الكرامية"[3].
والصنف الثالث:
مرجئة الفقهاء كأبي حنيفة وغيره: قالوا: الإيمان تصديق القلب وقول اللسان[4].
قول الأشاعرة في تعريف الإيمان:
أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الأشعري نصر قول جهم في الإيمان؛ حيث قال عقب ذكره قول جهم السابق في الإيمان، وأنه المعرفة: "وهذا الذي نصره هو -أي: الأشعري- وأصحابه"[5].
قلت: أما الأشعري، فقوله في كتاب "الإبانة" يدل على رجوعه عن ذلك؛ فإنه يقول: "و -نؤمن- أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص"[6].
وأما أصحاب الأشعري، والأشاعرة بعامة: فقول جمهورهم: أن الإيمان [1] انظر: الشهرستاني، الملل والنحل 1/ 139. [2] الكرامية: هم أصحاب محمد بن كرام السجستاني، ت 255 هـ. انظر: الملل 1/ 108 ح. وانظر: الأشعري، المقالات 1/ 323. [3] الفتاوى 7/ 195. [4] هذا التقسيم لطوائف المرجئة وأقوالهم في الإيمان مأخوذ بتصرف عن الفتاوى، لشيخ الإسلام 7/ 195. [5] انظر: الفتاوى 7/ 1953. [6] انظر: الإبانة 27.