المبحث الثاني: في وسطيتهم في نصوص الوعد والوعيد
الوعد في اللغة: يكون بالخير والشر.
أما الوعيد: فلا يكون إلا بالشر[1].
والمراد بالوعد: النصوص المتضمنة وعد الله لأهل طاعته بالثواب والجزاء الحسن والنعيم المقيم.
ويعرف أهل الكلام الوعد بأنه: كل خبر يتضمن إيصال نفع إلى الغير، أو دفع ضرر عنه في المستقبل[2].
وأما الوعيد: فالمراد به: النصوص التي فيها توعد للعصاة بالعذاب والنكال[3].
ويعرفه المتكلمون بأنه: كل خبر يتضمن إيصال ضرر إلى العير أو تفويت نفع عنه في المستقبل[4].
وإذا تقرر لدينا معنى الوعد والوعيد والمراد بهما؛ فاعلم أنه جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كثير من الآيات والأحاديث التي تدل على وعد الله عز وجل للمؤمنين والمطيعين بالثواب الجزيل، وأنه أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ووعدهم بألوان من الأجر والجزاء. ومغفرة الذنوب فيما دون الشرك وتكفير السيئات وإبدالها حسنات ونحو ذلك.
فمن النصوص الواردة في ذلك قوله عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ [1] ابن فارس: مجمل اللغة 4/ 931. [2] انظر: القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة 134. [3] انظر: صالح الفوزان، العقيدة الواسطية ص126. [4] انظر: شرح الأصول الخمسة 135.