وقوله: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون} [1]، وقوله عز وجل: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} [2]؛ فأخبر نه هو الذي يجعل السرابيل: وهي الدروع والثياب المصنوعة ومادتها لا تسمى سرابيل إلا بعد أن تحليها صنعة الآدميين وعملهم؛ فإذا كانت مجعولة لله فهي مخلوقة له بجملتها صورتها ومادتها وهيأتها[3].
ومن أدلة ذلك من السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يصنع كل صانع وصنعته" [4]. قال الإمام البخاري رحمه الله: "فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة"[5].
وعبد: فهذه هي المراتب، إن شئت فقل الأركان التي يدور عليها رحى الإيمان بالقدر ذكرها الإمام ابن القيم، وأفاض في الكلام عليها والاستدلال لها فأفاد وأجاد رحمه الله[6]. [1] سورة الصافات آية 96. [2] سورة النحل آية 81. [3] ابن القيم: شفاء العليل 54- 55. [4] الإمام البخاري، خلق أفعال العباد ص 25، "ط. الأولى 1404، نشر: مؤسسة الرسالة". [5] نفس المصدر والصفحة. [6] انظر: شفاء العليل ص 29- 65.