responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق نویسنده : محمد با كريم محمد با عبد الله    جلد : 1  صفحه : 378
الطرف الثاني "القدرية":
ذكرنا فيما سبق أن القدرية الغلاة الأوائل انقرضوا، وأن المعتزلة[1] تبنت القول بنفي القدر، وجعلته أحد أصول مذهبها؛ فعرفوا لأجل ذلك بالقدرية.
وهو اسم أطلقه عليهم أهل السنة وغيرهم، وهم يتمنعون منه، ولا يقرون به، يقول القاضي عبد الجبار في ذلك: "اعلم أن القدرية عندنا إنما هم المجبرة والمشبهة، وعندهم المعتزلة؛ فنحن نرميهم بهذا اللقب ويرموننا به"[2].
وعلى أي حال فقد أصبح علمًا عليهم، كطرف مقابل للجبرية.
وكان قولهم في أفعال العباد أنها غير مخلوقة لله عز وجل، وأنهم هم المحدثون لها من دونه.
يقول القاضي عبد الجبار -وهو من أئمة القدرية: "اتفق كل أهل العدل على أن أفعال العباد من تصرفهم، وقيامهم وقعودهم، حادثة من جهتهم، وأن الله عز وجل أقدرهم على ذلك، ولا فاعل لها، ولا محدث سواهم، وأن من قال: إن الله سبحانه خالقها ومحدثها؛ فقد عظم خطؤه"[3].
وعقد في كتاب "شرح الأصول الخمسة" فصلًا في "أفعال العباد" أشار فيه إلى أن أفعال العباد غير مخلوقة فيهم وأنهم المحدثون لها[4].
وقال ابن المرتضى: "وأجمعوا؛ -أي: المعتزلة- أن فعل العبد غير

[1] انظر: شرح الأصول الخمسة ص772.
[2] انظر: شرح الأصول الخمسة 772.
[3] انظر: المغني في أبوال العدل والتوحيد 8/ ص 3، "ط. الأولى 1380 هـ - 1960 م، نشر: دار الثقافة والإرشاد، مطبعة دار الكتب".
[4] ص 323.
نام کتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق نویسنده : محمد با كريم محمد با عبد الله    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست