السنة الذي ساق شيخ الإسلام ابن تيمية فيما تقدم طرفًًا منه.
فأهل السنة إذن هم:
1- أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم تلقوا عنه مباشرة أمور الاعتقاد كما تلقوا أمور العبادة، فهم أعرف الخلق بسنة نبيهم وأتبع لها ممن جاء بعدهم.
2- التابعون لهم بإحسان، المقتفون آثارهم في كل عصر ومصر، وعلى رأسهم أهل الحديث والأثر، الذين نقلوا إلينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وميزوا صحيحها من سقيمها، وعملوا بها واعتقدوا ما دلت عليه.
يقول الإمام ابن حزم في بيان من هم أهل السنة:
"وأهل السنة الذين نذكرهم أهل الحق ومن عداهم فأهل البدعة فإنهم: الصحابة رضي الله عنهم، وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين رحمة الله عليهم، ثم أصحاب الحديث ومن تبعهم من الفقهاء جيلًا فجيلًا إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها رحمة الله عليهم"[1]. [1] الفصل في الملل والأهواء والنحل، "ط. الثانية 1395. نشر: دار المعرفة - بيروت" 2/ 113. ثالثا: تنازع الطوائف هذا اللقب
مدخل
... ثالثًا: تنازع الطوائف هذا اللقب
لما كان أهل السنة، هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ابتعهم على ما كانوا عليه من الهدى.
ووجد كثير من الطوائف أن النجاة لا تكون إلا لمن كان على ما كانوا عليه لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث افتراق الأمة: "وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي" [1]. [1] ت: كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، 5/ 26، ح 2641، وحسنه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. انظر: صحيح الترمذي 2/ 334، ح 2129، "ط. الأولى 1408، نشر: مكتب التربية العربي لدول الخليج".