ثم لما بين الأصول التي اجتمعوا عليها ذكرها على منهج الأشاعرة الكلابية، وفيها الكثير من المخالفة لمنهج السلف[1].
كقوله إن حديث الآحاد يوجب العمل دون العلم، وكقوله في نفي الحركة عن الله عز وجل، واقتصاره على إثبات سبع صفات الله عزك وجل[2] وكل ذلك على مذهب الأشاعرة والكلابية، أما أهل السنة من سلف الأمة فقولهم في كل ذلك على خلاف ما ذكر.
-كلام أبي المظفر الإسفرائيني "ت 471 هـ":
قال: "والفرقة الثالثة والسبعون هي الناجية، وهم: أهل السنة والجماعة من أصحاب الحديث والرأي وجملة فرق الفقهاء"[3].
ثم لما ذكر اعتقادهم ذكر ما عليه الأشاعرة من نفي الاستواء، والحروف والصوت عن كلام الله عز وجل، وتأويل صفة الرحمة وغيرها من الصفات الفعلية وغير ذلك مما هو مخالف لعقيدة السلف ومصادم للكثير من النصوص الصحيحة الصريحة[4].
- كلام الجويني "ت 478 هـ":
قال في مقدمة كتابه "لمع الأدلة": "هذا وقد استدعيتم -أرشدكم الله عز وجل- ذكر لمع من الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة"، ثم ذكر عقيدة الأشاعرة، كقولهم في كلام الله أنه كلام نفسي ليس بحروف ولا [1] نفس المصدر: انظر: ص325، 333، 334. [2] نفس المصدر ص325. [3] انظر: التبصير في الدين، "بتحقيق كمال يوسف الحوت، ط. الولي نشر: عالم الكتب"، ص25. [4] انظر: نفس المصدر ص158 - 167.