وإنما هي في الإتباع للأئمة، ولما مشى عليه جمهور هذه الأمة"[1].
ويقول الإمام أبو نصر السجزي2 "ت 444 هـ": "ولا خلاف بين العقلاء في أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعلم بالعقل، وإنما تعلم بالنقل"[3].
وقال: "فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه، وقيل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، علم أنه محدث زائغ"[4].
وقال أبو المظفر السمعاني "489 هـ": "فلا بد من تعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وليس طريق معرفتنا إلا النقل، فيجب الرجوع إلى ذلك"[5].
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فإنه يقول في هذا الصدد: "إن السنة التي يجب اتباعها، ويحمد أهلها، ويذم من خالفها، هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمور الاعتقادات، وأمور العبادات، وسائر أمور الديانات؛ وذلك إنما يعرف بمعرفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه في أقواله وأفعاله، وما تركه من قول، [1] أصول السنة 1/ 20، "بتحقيق محمد إبراهيم هارون"، على الآلة الكاتبة رسالة ماجستير.
2 هو: عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوايلي: له كتاب الإبانة في الرد على الزائغين، وكتاب الرد على من أنكر الحرف والصوت، توفي سنة 444 هـ. وقد قدمت عنه دراسة موسعة في مقدمة تحقيق كتاب الرد على من أنكر الحرف والصوت، الذي نلت به درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية، ونشره المجلس العلمي بها. راجع ص 18- 46.
وانظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 17/ 654- 657، وتذكرة الحفاظ 3/ 1118- 1120. [3] الرد على من أنكر الحرف والصوت، ص 99، "ط. الأولى، 1413 هـ". [4] الرد على من أنكر الحرف والصوت ص 111. [5] الانتصار لأهل الحديث، ضمن كتاب: صون المنطق للسيوطي ص 165.