نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 117
وهي من الطير كالمعدة للإنسان، ومن الحوض مستقر الماء في عمقه الأقصى.
ولهذه الدلالة اللغوية الأصلية، أثرها في معنى {حُصِّلَ} هنا، فكل ما يعمله الإنسان مستقر في أعماقه، مجموع في صدره، حتى يحين أوان كشفه بعد بعثرة ما في القبور للبعث والقيامة.
والتحصيل لما {فِي الصُّدُورِ؟} إيذاناً بكشف المستور وإظهار المطوى المضمر - جلالة واضحة، لا نخطئها في استعمال القرآن للفظ الصدور:
فالشيطان. {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} .
وهو تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} غافر 19.
{يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} القصص 69.
{أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} العنكبوت 10.
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} النمل 74.
{قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} آل عمران 29
وتدبر هذه الآيات جميعاً، يرينا ما في تأويل آية العاديات:
"إن معنى حصل، جمع في الصحف، أي أظهر محصلاً مجموعاً" من جور على المعنى القوى المثير لقوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} فليس المقام هنا للجمع في الصحف، وإنما المقام للإنذار بيوم ينكشف فيه ما طوى في الصدور، ويظهر ما تخفي الضمائر، وقد كان الظن الكاذب به أن يظل خفياً مستوراً.
* * *
ويلفتنا هنا أت تأتي آية:
{إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} .
بعد بعثرة ما في القبور وتحصيل ما في الصدور، فتصل بالمشهد المثير إلى
نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 117