نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 135
{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} .
وكل هذه المعاني متقاربة، وبها يفسر {مَرْدُودُونَ} بمعنى الإرجاع والعودة إلى حيث كانوا {فِي الْحَافِرَةِ} .
والحفرة في اللغة معروفة، والحفر: إخراج التراب من الحفرة، والمحفرة: المسحاة أو ما يحفر به، وسمى حافر الفرس لحفرة في عدوه. وسموا القبر حفيراً، والذي يحفر القبور حفاراً. وأما الحافرة فأصل استعمالها أن العرب كانت لا تبيع الخيل نسيئة بل تقول: النقد عن الحافرة. تعني ألا يزول حافر الحصان عن مكانه حتى ينقد ثمنه، ثم نقل استعماله إلى كل أولى، ومنه قيل للخلقة الأولى حافرة (القاموس، البحر المحيط) وقالوا: رجع فلان في حافرته، أي في طريقه التي جاء فيها فحفرها وأثر فيها بمشيه، جعلوا أثر قدميه حفراً.
وقد جاءت المادة في القرآن مرتين:
آل عمران 103: {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} .
والنازعات: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} .
وبكلا المعنيين: حفرة القبر، والحالة الأولى، فسرت آية النازعات، وأقتصر "الزمخشري" على المعنى الثاني.
وفي (الطبري، والبحر) عن إبن عباس: الحافرة الحياة الثانية.
وقيل: الحافرة النار. ذكره أبو حيان.
وهو ما لا يستطاع حمل اللفظ عليه، فيما نرى، إلا على بعد وتكلف.
وقيل: الحافرة جمع حافر بمعنى القدم، أي مردودون أحياء نمشي على أقدامنا، ونطأ بها الأرض. وليس من المألوف استعمال الحافر للإنسان إلا أن يستعار.
والأولى أن يستبقى اللفظ دلالته اللغوية على حفرة القبر وعلى الحالة الأولى.
فيكون السؤال حين ترجف الراجفة: أننا لمردودون في حفرة القبر أحياء، عائدون إلى حالتنا ألولى؟
* * *
نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 135