نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 31
هو ضحى، مما يبعد تفسير الضحى بأنه النهار كله.
وتبعده كذلك آية "الشمس" التي أقسم القرآن فيها بالشمس وضحاها، حيث لا نرى المعنى يستقيم لو فسرناه بالنهار فقلنا: والشمس ونهارها، وإنما هو "وقت إنبساط الشمس" كما اطمأن "الراغب" في المفردات، أو هو "صدر النهار حين ترتفع الشمس ويظهر سلطانها" كعبارة "النيسابور" في الغرائب.
* * *
وأما سجا الليل، فالسكون أو الفتور هو ما يلائم الموقف بيانياً، وليس الإقبال ولا الإدبار، كما قال مفسرون. ولم تأت مادة "سجا" في القرآن كله في غير هذا الموضع، إلا أن مقابلتها للضحى، تجعلنا نطمئن إلى أن سجو الليل هو فترة هدوئه وسكون، وعلى ما تعرف العربية في استعمالها لطرف ساج وبحر ساج، والسجواء وهي الناقة التذ إذا حلبت سكنت.
والسكون هو المعنى الذي ذكره "الراغب" في مفرداته، وقال "النيسابورى": هو بمنزلة الضحى من النهار.
* * *
وقد قلنا في القسم بالضحى والليل إذا سجا: إنه بيان لصورة حسية، وواقع مشهود، يمهد لموقف مماثل، غير حسي ولا مشهود، هو فتور الوحي بعد إشراقه وتجليه، لكن من الفسرين من أجهدوا أنفسهم لالتماس السبب الذي من أجله أوثر الضحى هنا بالقسم، فالزمخشري يقول إنه تعالى: "أقسم بالضحى، لأنها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام، وكانت موعده لمعارضة السحرة".
ونستبعد أن يكون الوحي قد خاطب النبي عليه السلام والسلام في آية الضحى بما تفسره آيات نزلت بعدها بزمن، في موعد حشر السحرة بآية طه التي نزلت بعد الضحى بست وثلاثين سورة، وكلام الله تعالى لموسى عليه السلام - ولم يحدد القرآن ساعته - بآيات الأعراف والنساء، المدنية.
وأضاف النيسابوري، والرازي كذلك: "أن الضحى ساعة من النهار
نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 31