نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 50
وفرق القرآن بين الغنى والمال، فقد يكون الغنى مع الفقر المالي كما في:
آية البقرة 273: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} .
ونظيره نفى الغنى مع المال والثراء، في مثل آيات:
المسد 2: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} .
الحاقة 28: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ} .
الليل 11: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} .
الجاثية 10: {وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا} .
ومعها ىية الحجر 84. وآيات آل عمران 10، 116 والمجادلة 17: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} .
والغني، من أسماء الله الحسنى، {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} . وقد ورد في القرآن سبع عشرة مرة، وليس من أسمائه تعالى "الثري".
وأن يكن القرآن استعمل الغنى للمال في مثل آيات (النساء 6، 130، 135 وآل عمران 181 والتوبة 93 والحشر 7) فلسنا نعرف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أثرى بعد المبعث أو اقتنة مالاً، بل لا نعرف أن مستوى حياته قد تغير مادياً، بعد أن أفاء الله عليه ما أفاء من غنائم، فحمل الغني على الثراء المالي، ولا يعين عليخ ما نعلم من سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تعفف وتجمل مع فقر، ومن قناعة وزهد وتواضع في المأكل والمشرب والمسكن، بعد أن سعت إليه الدنيا. ولو كان غنى المال مما يعده الله من نعمه على رسوله في الدنيا، لكان هناك من كشركي قريش، أمثال أبي لهب وأبي سفيان، وأبي جهل بن هشام، من هم أولى بذاك، على ما نعلم ويعلم المفسرون مما قاسى المصطفى من فقر مالي، في صباه، ثم بعد المبعث في محنة الحصار يشعب أبي طالب، وعلى ما صحت به الأخبار من بساطة حياته - صلى الله عليه وسلم -، بعد أن أتم الله عليه بالنصر نعمته.
نام کتاب : التفسير البياني للقرآن الكريم نویسنده : بنت الشاطئ، عائشة جلد : 1 صفحه : 50