نام کتاب : التفسير المنير نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 1 صفحه : 298
معنى القرآن، وإفهامه مراده: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل 16/ 43] .
هذا.. وقد استدل بالآية (120) أبو حنيفة والشافعي وداود الظاهري وأحمد بن حنبل على أن الكفر كله ملة واحدة، لقوله تعالى: مِلَّتَهُمْ فوحد الملة، وبقوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون 109/ 6] ،
وبقوله عليه السلام: «لا يتوارث أهل ملتين شتى»
على أن المراد به الإسلام والكفر، بدليل
قوله عليه السّلام: «لا يرث المسلم الكافر» .
وذهب الإمام مالك، وأحمد في الرواية الأخرى: إلى أن الكفر ملل، فلا يرث اليهودي النصراني، ولا يرثان المجوسي، أخذا بظاهر قوله عليه السّلام:
«لا يتوارث أهل ملتين» . وأما قوله تعالى: مِلَّتَهُمْ فالمراد به الكثرة، وإن كانت موحدة في اللفظ، بدليل إضافتها إلى ضمير الكثرة، كما تقول: أخذت عن علماء أهل المدينة- مثلا- علمهم، وسمعت عليهم حديثهم، يعني علومهم وأحاديثهم.
والخطاب في قوله تعالى: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ إما للرسول، لتوجه الخطاب إليه، وإما للرسول، والمراد به أمته. وإذا كان الرسول هو المخاطب فأمته أولى، لأن منزلتهم دون منزلته.
وسبب الآية: أنهم كانوا يسألون المسالمة والهدنة، ويعدون النّبي صلّى الله عليه وسلّم بالإسلام، فأعلمه الله أنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم، وأمره بجهادهم.
واستدل الإمام أحمد بقوله: مِنَ الْعِلْمِ على كفر من اعتقد أن القرآن مخلوق، فإنه سئل عمن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر، قيل: بم كفّرته؟
فقال: بآيات من الله تعالى: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ [الرعد 13/ 37] والقرآن من علم الله، فمن زعم أنه مخلوق فقد كفر.
نام کتاب : التفسير المنير نویسنده : الزحيلي، وهبة جلد : 1 صفحه : 298