نام کتاب : التفسير الواضح نویسنده : محمد محمود حجازي جلد : 1 صفحه : 747
ودنيوية وأسس أمة لها حضارة ونظام، ولذا تراها ذكرت مفصلة وكررت في القرآن وذكر اسمه أكثر من مائة مرة.
المعنى:
ثم بعثنا بعد هؤلاء الرسل موسى بآياتنا ومعجزاتنا الدالة على صدقه ورسالته، بعثناه إلى فرعون وملئه فظلموا بها وكفروا، ولا شك أن الظلم والكفر من واد واحد إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [1] على أنهم ظلموا بها أنفسهم، وظلموا غيرهم بما صدوا عنها وآذوا في سبيلها.. وإنما ذكر أن موسى بعث إلى فرعون وملئه دون قومه لأنه أرسل لإنقاذ بنى إسرائيل من فرعون وكيده، والذين استعبدهم هو فرعون وأشرافه وبطانته، أما الشعب فكانوا مستعبدين كذلك على أن فرعون وملأه لو آمنوا لآمن الشعب كله.
فانظر كيف كان عاقبة المفسدين؟ هذه جملة القصة وخلاصتها والعبرة منها، مع إفادة التنبيه والتفات إلى القصة، وهاك التفصيل:
وقال موسى: يا فرعون إنى رسول من رب العالمين، الذي بيده كل شيء، وأنا حقيق بأنى لا أقول على الله إلا الحق، وكيف يكون غير ذلك؟ وأنا رسول رب العالمين، فتراه بإيجاز أثبت الرسالة له من قبل المولى- جل شأنه- وأنه معصوم من الكذب وقد أيد بالمعجزات، وقد جئتكم يا قوم ببينة وحجة من ربكم، لا من وضعي أنا بل من الله- سبحانه- الواحد الأحد رب السماء والأرض ورب فرعون وهامان، فهذا فرعون مخلوق ضعيف لا رب معبود.
وإذا كان الأمر كذلك فأرسل معنا يا فرعون بنى إسرائيل، ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك، والسلام على من اتبع الهدى.
قال فرعون: إن كنت جئت بآية- كما تدعى- فأت بها إن كنت من الصادقين في دعواك، فأجابه موسى بالفعل لا بالقول.
فألقى موسى عصاه، فإذا هي ثعبان ظاهر حقيقى يتحرك وينتقل من مكان إلى مكان وأخرج يده من جيب قميصه بعد إلقاء العصا فإذا هي بيضاء ناصعة البياض، تتلألأ لكل من ينظر إليها. [1] سورة لقمان آية 13.
نام کتاب : التفسير الواضح نویسنده : محمد محمود حجازي جلد : 1 صفحه : 747