نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 387
قال المفسرون: نزلت هذه الآية حين جاءت قتيلة أم أسماء بنت أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إليها تسألها، وكذلك جدتها، وهما مشركتان، فقالت: لا أعطيكما حتى أستأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنكما لستما على ديني.
فاستأمرته في ذلك فأنزل الله هذه الآية، فأمرها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تتصدق عليهما.
وهذا في صدقة التطوع، أباح الله أن يتصدق على الملي والذمي، فأما الفرض فلا يجوز أن يتصدق به إلا على المسلمين.
ومعنى الآية: ليس عليك هدى من خالفك، فتمنعهم الصدقة ليدخلوا في الإسلام، حاجة منهم إليها.
وأراد بالهدى ههنا: هدى التوفيق، وخلق الهداية، لأنه كان على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هدى البيان والدعوة لجميع الخلق.
وقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272] قال ابن عباس: يريد أولياءه.
{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ} [البقرة: 272] من مال، وهو شرط، وجوابه: {فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: 272] ظاهر خبر، وتأويله: نهي، أي: ولا تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله، كقوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] ، و {لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} [البقرة: 233] .
وفي ذكر الوجه في قوله تعالى: {إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: 272] قولان: أحدهما: أن المراد منه تحقيق الإضافة، لأن ذكر الوجه يرفع الإيهام أنه له ولغيره، وذلك أنك لما ذكرت الوجه، ومعناه: النفس، دل على أنك تصرف الوهم عن الاشتراك إلى تحقيق الاختصاص، فكنت بذلك محققا للإضافة ومزيلا لإيهام الشركة.
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 387