نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 436
{وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 42] قال الأكثرون: معناه: على عالمي زمانها فضلت عليهن.
قال الزجاج: وجائز أن تكون على نساء العالمين كلهن، لأنه ليس في النساء امرأة ولدت من غير أب غير مريم، ولأنها قبلت في التحرير للمسجد، ولم يكن التحرير في الإناث، فهي مختارة على النسوان كلهن بما لها من الخصائص.
{يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ} [آل عمران: 43] قال ابن عباس: قومي للصلاة بين يدي ربك.
وقال مجاهد: اطلبي القيام في الصلاة.
وقال قتادة: أطيعي ربك.
{وَاسْجُدِي وَارْكَعِي} [آل عمران: 43] قدم السجود لفظا وهو مؤخر في المعنى، والواو لا توجب ترتيبا عند النحويين، وقوله: {مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: 43] ولم يقل: مع الراكعات.
لأن الراكعين أعم، لوقوعه على الرجال والنساء إذا اجتمعوا.
قال المفسرون: كلمت الملائكة مريم بهذا شفاهًا، فقامت في الصلاة حتى ورمت قدماها وسالت دما وقيحا.
قوله: ذلك يعني ما قص من حديث مريم وزكريا ويحيى، {مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ} [آل عمران: 44] أخبار ما غاب عنك وعن قومك، نوحيه إليك نلقيه إليك بإرسال جبريل بها، {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} [آل عمران: 44] فيه إضمار، والمعنى: أيهم أرفق بكفالتها.
قال ابن عباس في رواية عطاء: هؤلاء جماعة كانوا من الأنبياء اختصموا في مريم، كل واحد يقول: أنا أولى بها.
فقال زكريا: هي بنت عمي، وخالتها عندي.
قالوا: فتعالوا حتى نستهم.
فجمعوا سهامهم ثم أتوا بها إلى الماء
نام کتاب : التفسير الوسيط نویسنده : الواحدي جلد : 1 صفحه : 436