المبحث الأول: منهجه في سياق الروايات.
وقد أكثر الحافظ ابن حجر في فتح الباري في النقل للروايات التفسيرية، وبخاصة أثناء شرحه لكتاب التفسير من الصحيح، وأثناء إعدادي لهذه الرسالة، ودراسة تلك الروايات التفسيرية اتضح لي أمور في منهجه لسوق الروايات أسجلها هنا.
- أن من منهجه أنه إذا نقل رواية أو نصا فإنه يعزوها إلى من أخرجها إلا ما ندر من ذلك.
- وغالبا لا يسوق الرواية بإسنادها الكامل، وإنما يسوقها من ملتقى الإسناد، أو يذكر موطن العلة فيها.
- ومن منهجه في سياق الروايات أنه يقطعها، فلايسوق الرواية سياقة واحدة، بل يقطعها ويوردها مفرقة، وذلك لبيان الاختلاف الوارد في طرق الرواية، فيقول مثلا عند فلان بزيادة كذا، أو وليس عند فلان كذا، ونحو ذلك[1]. [1] وهذا الأمر - أعني تقطيعه للروايات - واجهتني صعوبات كثيرة في سياق الروايات، حيث قد أقف متحيرا في كيفية التصرف بمثل هذا. ففي مثل هذه الحالات كنت أقرأ النص كاملا في الفتح ثم أقارنه بين المصدر الذي نقل عنه ابن حجر، ثم أسوق الرواية باللفظ الذي ساقه ابن حجر على ضوء ما ورد في ذلك المصدر.