لما رأيت أن جلّ المادة العلمية في هذا الكتاب كانت عن الصحابة والتابعين، كأمثال ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم، وأن كثيراً منها جاءت بأسانيد قد تتكرر عشرات المرات، ولما رأيت ذلك أحببت أن أسجل نبذة عن بعض تلك الأسانيد التي تكررت، في هذه المقدمة، وذلك تجنبا للتكرار[1].
وأبدأ بأكثرها تكراراً، فأقول:
أولا: الأسانيد عن ابن عباس رضي الله عنه:
ويعتبر عبد الله بن عباس رضي الله عنه أكثر الصحابة تفسيراً للقرآن، ولذا كان اعتماد ابن حجر على ما روي عنه كبيراً حيث بلغ عدد الروايات التفسيرية عنه في هذا الكتاب 936 رواية، من بين 3541 رواية.
وقد روى جمع غفير من التابعين عن ابن عباس رضي الله عنه. وأكثرها تكرارا في هذا الكتاب:
1- طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه.
وهي صحيفة مشهورة تداولها العلماء، فقد اعتمد عليها الإمام البخاري كثيراً في التراجم وغيرها، ولكنه لا يسميها بل يقول: قال ابن عباس أو يُذكر عن ابن عباس.
وعلي بن أبي طلحة: مولى بني العباس، أرسل عن ابن عباس رضي الله عنه [1] اعتمدت في ذلك كثيراً على مقدمة الحافظ ابن حجر نفسه في كتابه "العجاب في بيان الأسباب"، وما نقل عنه السيوطي في الإتقان - في النوع الثمانين، في طبقات المفسرين -، وعلى مقدمة فضيلة الأستاذ الدكتور/ حكمت بشير ياسين في موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور. ونُشِرَت هذه المقدمة في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في عددها 101-102، عام 1414هـ-1415هـ.