[569] ومن طريق قتادة قال: أهلكهم[1].
[570] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم عن ابن سعد ابن معاذ [2] قال: نزلت هذه الآية في الأنصار، خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من لي بمن يؤذيني؟ " فذكر منازعة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير ومحمد بن مسلمة، قال: فأنزل الله هذه الآية [3]. [1] فتح الباري 8/256.
أخرجه ابن جرير رقم10063 عن القاسم، حدثنا الحسين، قال: حدثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة، به. وأخرجه رقم10064 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه بلفظ "أهلكهم بما عملوا". قال ابن حجر: وهو تفسير باللازم؛ لأن الركس الرجوع، فكأنه ردهم إلى حكمهم الأول. [2] في الفتح "عن أبي سعيد بن معاذ"، والتصحيح من سنن سعيد بن منصور وتفسير ابن أبي حاتم. ولسعد بن معاذ ابنان هما: عبد الله وعمرو؛ ولم يُصرح في أي مرجع أيهما هو، وفي أية حال هما صحابيان ذكرهما الحافظ ابن حجر في القسم الأول من الإصابة 4/97، 524 رقم4732، 5857 وقال في ترجمة عمرو "وسعد مات بعد أن حكم في بني قريظة سنة أربع أو خمس، قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين أو ست، ومهما كان سنّ عمرو عند موت أبيه، فهو زيادة على ذلك، فلذلك ذكرته في هذا القسم، والله أعلم". اهـ. [3] فتح الباري 7/356.
أخرجه سعيد بن منصور رقم663 نا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، به نحوه. وأخرجه وابن أبي حاتم رقم5740 من طريق يحيى بن أبي الخصيب، ثنا عبد العزيز بن محمد، به. ولفظه "قال: ويجمع في بيته من يؤذيني، فقام سعد بن معاذ فقال: إن كان منا قتلناه يا رسول الله، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك، فقام سعد بن عبادة فقال: ما بك طاعة رسول الله يا ابن معاذ، ولكن عرفت ما هو منك، فقام أسيد بن حضير فقال: يا ابن عبادة، إنك منافق تحب المنافقين، فقام محمد ابن مسلمة فقال: اسكتوا أيها الناس؛ فإن فينا رسول الله، فهو يأمر فينفذ لأمره، فأنزل الله {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} ". قلت: وفي إسناده زيد بن أسلم معروف بالإرسال، ولم يصرح بالسماع من ابن سعد بن معاذ.
هذا وقد ذكره الحافظ ابن كثير 2/327 عن زيد بن أسلم مرسلا، ثم قال: وهذا غريب. وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/609 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم، به.
قلت: وقد صحّ هذا الحديث من غير هذا الوجه - كما سيأتي في سورة النور في قصة الإفك - برقم1872، ولكن ليس فيه ذكر نزول هذه الآية. والله أعلم.