وابن أم مكتوم الأعميان: يا رسول الله هل لنا رخصة؟ فنزلت: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً} . فهؤلاء القاعدون غبر أولي الضرر: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ} على القاعدين من المؤمنين غبر أولي الضرر[1].
[592] وفي حديث الفَلَتان بن عاصم[2] في هذه القصة "قال: فقال [1] فتح الباري 8/262.
أخرجه الترمذي رقم3032 عن شيخه الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا الحجاج بن محمد، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس. وأخرجه ابن جرير رقم10242 من طريق الحسين - وهو سنيد - عن حجاج، به مثله بدون قوله "فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر ... "إلخ. وقد بين ابن حجر أن هذا القدر - أعني من قوله "فهؤلاء القاعدون ... " - مدرج في الخبر من كلام ابن جريج. والحديث ذكره ابن كثير 2/341 برواية الترمذي، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 2/641 وزاد نسبته إلى النسائي وابن المنذر والبيهقي في سننه.
هذا وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري رقم4595 مختصرا، ولفظه "لايستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر والخارجون إلى بدر". [2] الفَلَتَان - بفتح الفاء واللام وبمثناة فوقانية - ابن عاصم الجرمي، صحابي. قال البخاري وابن أبي حاتم وابن السكن وابن حبان: له صحبة، قال البغوي: سكن المدينة، وقال ابن حبان: عداده في الكوفيين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/351 رقم4242، والإصابة 5/288-289 رقم7021.