[676] ووقع مثله في حديث أبي هريرة[1].
[677] وأخرج الطبري من طريق روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس في آخر قصة العُرَنِيّين قال: فذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [2].
= وهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، فقال بعضهم: هذه الآية ناسخة لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله في أمر العرنيين من التمثيل بهم، وسمل أعينهم، وتركهم حتى ماتوا. فممن قال هذا محمد بن سيرين. وقال آخرون: بل ذلك حكم ثابت في نظرائهم أبداً. انظر للمزيد: الناسخ والمنسوخ للنحاس 2/274-278، وتفسير الطبري 10/252-253، وتفسير القرطبي 6/98-99.
أما هذا الأثر فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه باب المحاربة 10/106-107، رقم18538 عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك. ولفظه قال: "أن نفراً من عكل وعرينة تكلموا في الإسلام فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه أنهم كانوا أهل ضرع، ولم يكونوا أهل ريف، فاجتووا المدينة وشكوا حمّاها فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذود، وأمر لهم براع، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحرة، كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم وساقوا الذود، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث الطلب في طلبهم، فأتي بهم، فسمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم، وتُركوا بناحية الحرة يقضموا حجارتها حتى ماتوا. قال قتادة: فبلغنا أن هذه الآية أنزلت فيهم {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية كلها". [1] فتح الباري 12/109.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 10/107، رقم18541 عن إبراهيم، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة. ولفظه قال: "قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رجال من بني فزارة قد ماتوا هزلاً، فأمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه، يشربوا منها حتى صحّوا، ثم غدوا على لقاحه فرسقوها، فطُلبوا فأُتِيَ بهم النبي صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. قال أبو هريرة فنزلت فيهم هذه الآية {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} ، قال: فترك النبي صلى الله عليه وسلم سمل الأعين بعد". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/67 ونسبه إلى عبد الرزاق فقط. [2] فتح الباري 12/110.
أخرجه ابن جرير رقم11808 حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن أنس - فذكره قصة العرنيين. ولفظه قال: "إن رهطا من عُكل وعُرَينة أتوا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله أنا أهل ضَرْع ولم نكن أهل ريف، وإنا استوخمنا المدينة. فأمر لهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بَذوْد وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها. فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الذود، وكفروا بعد إسلامهم. فأتِيَ بهم النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرّة حتى ماتوا. فذكر لنا - الحديث.