أكثر منهم، فقال أبو بكر: لو فرضنا لهم حدا، فتوخى نحو ماكانوا يضربون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فجلدهم أربعين حتى توفي، ثم كان عمر فجلدهم كذلك حتى أتي برجل " فذكر قصة وأنه تأول قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} وأن ابن عباس ناظره في ذلك واحتج ببقية الآية، وهو قوله تعالى: {إِذَا مَا اتَّقَوْا} والذي يرتكب ما حرّمه الله ليس بمتق، فقال عمر: ما ترون؟ فقال عليّ، فذكره وزاد بعد قوله: "وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلدة، فأمر به عمر فجلده ثمانين"[1].
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} الآية: 95
[704] قيل السبب في نزول هذه الآية أن أبا اليَسْر قتل حمار وحش وهو محرم في عمرة الحديبية2 [1] فتح الباري 12/69.
أخرجه النسائي في الكبري 3/252، رقم5288، والحاكم 4/375، والبيهقي في السنن 8/320، 321 كلهم من حديث يحيى بن فليح أبي المغيرة الخزاعي، ثنا ثور ابن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس - بنحوه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقرّه الذهبي.
قلت: وقد عرفت من ترجمة يحيى بن فليح أنه مجهول، فكيف يصحّ إسناده؟
هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/161 ونسبه إلى أبي الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه.
2 الحُدَيبية: بضم الحاء وفتح الدال وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وياء مشددة أو هي مخففة، قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بابع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها أصحابه بيعة الرضوان، وتقع على بعد 22 كيلا غرب مكة على طريق جدة القديم، وهو خارج الحرم غير بعيدة منه، على مرأى. انظر: معجم البلدان 2/265، رقم3558، ومعجم المعالم الجغرافية ص 94.
وعمرة الحديبية هي تلك العمرة التي أحرم النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية شهر ذي القعدة سنة ست للهجرة، خرج صلى الله عليه وسلم معتمراً لا يريد حربا وساق معه الهدي، فلما سمعت به قريش خرجوا إلى ذي طوى يعاهدون الله لا يدخلها عليهم أبداً. ثم جرى هناك الصلح بينه وبين سهيل بن عمرو. وأحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من إحرامه.
انظر: سيرة ابن هشام 3/1133-1134.