"قرأ عليّ هذا الجزء فيما وقع في "مسند أحمد" من الأحاديث التي قيل إنها موضوعة: صاحبه وكاتبه الشيخ المحدث المفيد المتقن شهاب الدين أبو العباس أحمد بن الإمام نور الدين علي ... "[1]. هذه الشهادة الكبيرة من حافظ كبير تكشف ما وصل إليه ابن حجر في تلك السنة.
رحلته إلى الشام:
وفي 23 من شعبان سنة802هـ خرج راحلا إلى الشام، فسمع بسر ياقوس وقطبة وغزة والرملة والخليل ودمشق والصالحية ونابلس وبيت المقدس وكانت إقامته بدمشق مائة يوم، ومسموعه في تلك المدة نحو ألف جزء حديثية، منها من الكتب الكبار: "المعجم الأوسط" للطبراني، ومن الكبير مجلد، والصغير بتمامه، ومن الدعاء مجلد، و"معرفة الصحابة" لابن مندة، والسنن للدارقطني، ومسند مسدد، والموطأ رواية أبي مصعب، ومن صحيح ابن خزيمة مجلد، ومن صحيح ابن حبان مجلد، ومن المختارة للضياء خمسة مجلدات، ومن الاستيعاب لابن عبد البر مجلد، وأكثر "مسند أبي يعلى"، وغير ذلك.
وقد كتب بخطه من الأجزاء الحديثية والفوائد النثرية والسماعات التي يلحقها في تصانيفه ونحوها ثماني مجلدات فأكثر، وعمل "أطراف كتاب المختارة" للحافظ الضياء المقدسي في مجلد ضخم.
وفي أول سنة803هـ عاد إلى القاهرة[2]. وقد حمل عن شيوخ كثيرين منهم نساء عدة قرأ عليهن كتبا مدهشة[3]. [1] المصدر السابق نفسه 1/210. [2] رفع الإصر ص87-88. [3] انظر ما قرأه على فاطمة بنت محمد بن المنجا في "المعجم المفهرس" ص257-274، وعلى فاطمة بنت الهادي المقدسية فيه أيضا ص240-256.