نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 117
على سبيل التقرير تأكيدا وتحكيما أَأَقْرَرْتُمْ ايها الأنبياء أنتم وَأَخَذْتُمْ من أممكم المنسوبين إليكم عَلى ذلِكُمْ اى على عهودكم ومواثيقكم هذه إِصْرِي اى حلفي وعهدي الثقيل الذي يوجب نقضه أنواعا من النكال والعذاب قالُوا سمعا وطوعا أَقْرَرْنا بعهودك ومواثيقك يا ربنا وأخذنا ايضا من اممنا ما امرتنا بأخذه قالَ سبحانه فَاشْهَدُوا اى استحضروا العهود واحفظوا المواثيق ولا تغفلوا عنها وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ الحاضرين المطلعين بحفظكم ووفائكم
فَمَنْ تَوَلَّى واعرض عنكم بَعْدَ ذلِكَ العهد الوثيق فَأُولئِكَ المعرضون الناقضون هُمُ الْفاسِقُونَ الخارجون عن طريق التوحيد الذاتي الجامع لجميع الطرق
أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ الذي هو التوحيد الذاتي يَبْغُونَ وتطلبون ايها المعرضون الفاسقون وَالحال انه لَهُ أَسْلَمَ اى انقاد وتذلل عموم مَنْ فِي السَّماواتِ من ارباب الشهود والمكاشفات وَكذا جميع من في الْأَرْضِ من اصحاب العلوم والمعاملات طَوْعاً تحقيقا ويقينا وَكَرْهاً تقليدا وتخمينا وَكيف لا إِلَيْهِ لا الى غيره من الوسائل والأسباب العادية يُرْجَعُونَ رجوع الظل الى ذي الظل
قُلْ يا أكمل الرسل بلسان الجمع آمَنَّا بِاللَّهِ الواحد الأحد الصمد المتفرد بالتحقق والوجود وَصدقنا جميع ما أُنْزِلَ عَلَيْنا من عنده سبحانه من الآيات المبينة لتوحيده وَصدقنا ايضا جميع ما أُنْزِلَ في سالف الزمان من عنده عَلى أسلافنا إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ اى أولاد يعقوب وأحفاده وَصدقنا ايضا جميع ما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ الموحدون الملهمون مِنْ رَبِّهِمْ على مقتضى استعداداتهم بحيث لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ في الإطاعة والتصديق وَكيف نفرق ونفضل إذ نَحْنُ المتدينين بدين الله المتجلى في الآفاق بكمال الاستقلال والاستحقاق لَهُ باعتبار تفرده واحاطته وظهوره في المظاهر كلها بعموم أوصافه وأسمائه بلا تفاوت مُسْلِمُونَ مؤمنون موقنون منقادون
وَمَنْ يَبْتَغِ ويطلب غَيْرَ الْإِسْلامِ المنزل على خير الأنام دِيناً وشرعا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ يوم العرض الأكبر إذ الدين القويم المستجمع لجميع الأديان الناسخ لعمومها هو الإسلام لابتنائه على التوحيد الذاتي المسقط للاضافات وعموم الخصوصيات المقتضية للكثرة مطلقا وَهُوَ اى المتدين بغير دين الإسلام فِي النشأة الْآخِرَةِ وقت حصاد كل ما يزرعه في النشأة الاولى مِنَ الْخاسِرِينَ خسرانا مبينا نعتصم بك من إنزال قهرك يا ذا القوة المتين
ثم قال سبحانه مستفهما مستبعدا على سبيل التوبيخ والتقريع كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ الهادي لعباده قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ بوحدانية الله وَشَهِدُوا اى أقروا واعترفوا طائعين أَنَّ الرَّسُولَ
المبين لهم طريق التوحيد المرشد لهم اليه حَقٌّ مرسل من عند الله صادق في دعواه وَمع ذلك قد جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ الدالة على صدقه فقبلوا الجميع ثم ارتدوا العياذ بالله وَبالجملة اللَّهُ الهادي للكل الى سواء السبيل لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الخارجين عن مقتضى حدوده
أُولئِكَ الأشقياء الظالمون الضالون عن منهج الصدق والصواب جَزاؤُهُمْ المتفرع على ظلمهم وضلالهم أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ اى طرده وتخذيله إياهم ثابتة لهم مستقرة عليهم ازلا وابدا وَايضا لعنة الْمَلائِكَةِ المستغفرين لعباد عباد الله وَكذا لعنة عموم النَّاسِ أَجْمَعِينَ وهم قد صاروا
خالِدِينَ فِيها وفي لوازمها مستمرين عليها ابدا بحيث لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ
نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 117