نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 151
بتفاوت استعداداتكم المترتبة على تربية الأسماء والصفات الإلهية إذ لِلرِّجالِ اى الذكور الكمل منكم على تفاوت طبقاتهم نَصِيبٌ حظ من التوحيد الذاتي هو مقرهم وغاية مقصدهم ومعراجهم حاصل لهم مِمَّا اكْتَسَبُوا من الرياضات والمجاهدات المعدة لفيضان المكاشفات والمشاهدات وَكذا لِلنِّساءِ منكم مع تفاوت طبقاتهن نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ في تلك الطريق إذ كل ميسر لما خلق له وعليكم التوجه نحو مقصدكم وَسْئَلُوا اللَّهَ المسهل الميسر لأموركم مِنْ فَضْلِهِ وسعة رحمته وجوده ان ييسر لكم ما يعنيكم ويجنبكم عما لا يعنيكم ويغويكم وبالجملة إِنَّ اللَّهَ المدبر لأمور عباده كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ مما صدر عنهم من صلاح وفساد عَلِيماً يعلم بعلمه الحضوري ويصلح لهم وييسر عليهم الهدى بقدر قابلياتهم الموهوبة لهم من عند كرمه ازلا.
ثم قال سبحانه وَلِكُلٍّ من الاسلاف الذين مضوا قد جَعَلْنا من محض جودنا وحكمتنا مَوالِيَ أخلافا يلونهم ويوالونهم ويأخذون مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ اى من الأموال المنسوبة إليهما وَكذا مما ترك الْأَقْرَبُونَ من ذوى الأرحام وَكذا من متروكات الأزواج الَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ بالنكاح والزواج على الوجه المشروع فَآتُوهُمْ ايها الحكام نَصِيبَهُمْ اى نصيب كل من الولاة على الوجه المفروض إِنَّ اللَّهَ المدبر لمصالح عباده كانَ في سابق علمه عَلى كُلِّ شَيْءٍ من الحوادث الكائنة شَهِيداً حاضرا مطلعا.
ثم نبه سبحانه على تفضيل الرجال على النساء بقوله الرِّجالُ المعتدلة الأمزجة المستقيمة العقول قَوَّامُونَ حافظون عَلَى النِّساءِ إذ لا بد لهن لضعفهن من يرقبهن عما يشينهن صيانة لعفتهن بِما فَضَّلَ اللَّهُ به بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ اى بعض بنى آدم على بعض الا وهو الحمية المنبعثة من كمال العقل وَبِما أَنْفَقُوا لهن مِنْ أَمْوالِهِمْ التي قد حصلت لهم من مكاسبهم فَالصَّالِحاتُ العفائف من النساء قانِتاتٌ مطيعات لأزواجهن خادمات لهم ظاهرا حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ اى لحقوقهم المخفية الباطنة عنهم تابعات ممتثلات بِما حَفِظَ اللَّهُ لهن من رعاية أزواجهن وعدم الخيانة في حقوقهم وَالنساء اللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ عصيانهن وعدم حفظهن بحقوق الزواج من امارات ظهرت منهن فَعِظُوهُنَّ اى فعليكم ايها الأزواج ان تعظوهن أولا رفقا بما وعظ الله لهن من رعاية حقوق الله وحقوق الأزواج لعلهن يطعن ويتركن ما عليهن وان لم يتركن اهْجُرُوهُنَّ واتركوهن فِي الْمَضاجِعِ وحيدة فلا ترجعوا إليهن بل اعتزلوا عنهن لعلهن يتأثرن بها وَان لم يتأثرن بها ايضا اضْرِبُوهُنَّ ضربا مؤلما غير متجاوز عن الحد فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ بأمثال هذه التأديبات فَلا تَبْغُوا ولا تطلبوا عَلَيْهِنَّ اى على طلاقهن واخراجهن سَبِيلًا استعلاء وترفعا بلا مجاملة ومداراة إِنَّ اللَّهَ المصلح لأحوال عباده كانَ عَلِيًّا في ذاته وشانه كَبِيراً في حكمه وأحكامه لا ينازع في حكمه ولا يسأل عن فعله
وَإِنْ تطاولت الخصومة والمنازعة بينهما حتى خِفْتُمْ وظننتم ايها الحكام شِقاقَ بَيْنِهِما وايستم عن المصالحة والوفاق فَابْعَثُوا اى فعليكم ايها الحكام ان تبعثوا حَكَماً مصلحا ذا رأى وثقة مِنْ أَهْلِهِ اى من أقاربه وَحَكَماً مثل ذلك مِنْ أَهْلِها ليصيرا وكيلين عنهما مطلقا صلاحا وطلاقا خلعا وفداء ثم إِنْ يُرِيدا اى الحكمان إِصْلاحاً لامرهما ورفعا لنزاعهما يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما ان رضيا بمصالحتهما والا فليرفعا عقدة النكاح بينهما على اى طريق كان إِنَّ اللَّهَ المطلع لضمائر عباده كانَ عَلِيماً بنزاعهما ابتداء خَبِيراً بما يئول اليه
نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 151