نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 480
الموعودة التي اخبر بها اصحاب الدعاوى من الأنبياء والرسل قائِمَةً آتية كائنة البتة بلا تردد وشك حتى تنهدم وتنعدم هذه بانعدام العالم وانقراضها وَلَئِنْ رُدِدْتُ يعنى ان فرض وقدر قيام الساعة وانقضاء النشأة الدنياوية على ما زعموا وبعثت من قبري على الوجه الذي ادعوا ورددت إِلى رَبِّي للحساب والجزاء وعرض الأعمال وتنقيدها لَأَجِدَنَّ البتة جنة في العقبى خَيْراً مِنْها اى من هذه الجنة الدنياوية فأخذها واختارها يومئذ مُنْقَلَباً مرجعا ومنزلا كما أخذت هذه في الدنيا وانما يقول ذلك على سبيل الاستهزاء والاستخفاف وبالجملة انى حقيق حرى بذلك في الدنيا والآخرة ايضا ان فرض وجودها ثم لما تمادى في المباهاة والمفاخرة وتطاول كلامه في الغفلة والغرور والإنكار على الله وعلى كمال قدرته وقوته وسرعة نفوذ قضائه وحكمه المبرم متى تعلقت ارادته
قالَ لَهُ صاحِبُهُ اى المؤمن وَهُوَ يُحاوِرُهُ على سبيل العظة والتذكير وانواع التسفيه والتعيير أَكَفَرْتَ وأنكرت ايها المفسد الطاغي بِالَّذِي خَلَقَكَ اى بالخالق الذي قد قدر أولا مادتك مِنْ تُرابٍ خسيس مرذول الى ان قد صارت من كثرة التبدلات والتغيرات عليها نطفة مهينة ثُمَّ قدرها ثانيا مِنْ نُطْفَةٍ دنية يستحقرها بل يستخبثها جميع الطباع لخروجها من مجرى البول ثُمَّ سَوَّاكَ منها وعدلك شخصا سويا سالما ورباك بأنواع اللطف والكرم الى ان صرت رَجُلًا رشيدا عاقلا بالغا كافلا للأمور والوقائع كافيا لإحداث الغرائب والبدائع وافيا في جميع المضار والمنافع ثم كلفك بالإيمان والمعرفة والإتيان بالأعمال الصالحة والإذعان بالنشأة الاخرى وما يترتب عليها من العرض والحساب والسؤال والجزاء وجميع المعتقدات الاخروية التي هي علة ايجادك ومصلحة إظهارك ووجودك فاستكبرت أنت جهلا واستنكرت الى ان قد كفرت عنادا ومكابرة فستعرف حالك فيها ايها الطاغي الباغي المستحق لانواع العذاب والعقاب
لكِنَّا اى لكن انا لا اكفر ولا أنكر مثلك ربي الذي أظهرني من كتم العدم ولم أك شيأ مذكورا وقدر مادتي من التراب الأدنى الأرذل ثم من المنى الاخبث الأنزل ثم عدلنى وسوانى رجلا رشيدا كاملا في العقل والرشد لأعرف ذاته فاعبده واشكر نعمه وأؤدي حقوق كرمه على وأتوجه نحوه وأتضرع اليه واصدق رسله وكتبه وجميع ما فيها من الأوامر والنواهي وعموم المعتقدات التي قد وجب الاعتقاد بها من الأمور المتعلقة بالنشأة الاولى والاخرى فكيف أنكره واكفر نعمه وانسى حقوق لطفه وكرمه إذ هُوَ اللَّهُ رَبِّي ورب جميع من في حيطة الوجود من الاظلال والعكوس وهو المستقل في الوجود والألوهية والربوبية وهو المتوحد المتفرد بالقيومية والديمومية وَبالجملة لا أُشْرِكُ بِرَبِّي الذي رباني بأنواع اللطف والكرم أَحَداً سواه إذ لا شيء في الوجود الا هو
وَلَوْلا وهلا وقت إِذْ دَخَلْتَ ايها المدبر الغافل جَنَّتَكَ التي افتخرت بها قُلْتَ بدل قولك ما أظن ان تبيد ما شاءَ اللَّهُ اى ما شاء وأراد دوامها وثباتها يتأبد وما لم يشأ لم يتأبد إذ لا قُوَّةَ ولا قدرة للتأبيد والتخريب إِلَّا بِاللَّهِ اصالة وحقيقة وأنت ايها الكافر المفرط المسرف المنكر إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً فعيرتنى وعرضت على أولادك وضياعك وزخارفك بطرا وبوحا مع انى اكثر منك ايمانا وعرفانا وثقة على الله واتكالا عليه
فَعَسى رَبِّي وأرجو من كمال فضله وجوده أَنْ يُؤْتِيَنِ ويعطيني في الدنيا والعقبى جنة خَيْراً ى أزيد حسنا وبهاء ونضارة وصفاء مِنْ جَنَّتِكَ التي أنت تتفوق وتتفضل بها على إذ هو القادر على كل ما أراد وشاء وَايضا عسى ان يُرْسِلَ
نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 480