نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 539
وأهلكناهم باشد العذاب قد أَدْخَلْناهُ ومن معه ممن سبقت لهم منا الحسنى فِي حوزة رَحْمَتِنا وكنف حفظنا وجوارنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ لعبادتنا المقبولين في حضرتنا
وَقد نجينا ايضا من كمال لطفنا وجودنا نُوحاً وقت إِذْ نادى ودعا متوجها إلينا متضرعا نحونا مِنْ قَبْلُ حين كذبه قومه واستهزؤا معه وضربوه ضربا مؤلما بقوله رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا فَاسْتَجَبْنا لَهُ دعاءه وانجحنا مطلوبه فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ الذي هو الطوفان
وَحين اضطروا وأشرفوا على الهلاك ناجانا فزعا فجيعا بقوله يا رب انى مغلوب فانتصر لذلك قد نَصَرْناهُ وجعلناه منتصرا ولقبناه نجيا ناجيا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا الدالة على عظمة ذاتنا وكمالات أسمائنا وصفاتنا وذلك انه حين دعاهم الى الايمان والتوحيد وهداهم الى صراط مستقيم وهم قد امتنعوا عن القبول وبالجملة إِنَّهُمْ من شدة شكيمتهم وغلظ غيظهم مع اهل الحق قد كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ كأنهم مغمورون فيه متخذون منه فَأَغْرَقْناهُمْ لذلك أَجْمَعِينَ تطهيرا للأرض من فسادهم وقلعا لعرق غيهم وعنادهم عنها
وَاذكر يا أكمل الرسل في كتابك قصة داوُدَ وَابنه سُلَيْمانَ وقت إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ وزرع القوم إِذْ قد نَفَشَتْ ودخلت فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ الآخر ليلا فأكلته فتنازعا ورفعا الأمر إليهما واستحكما منهما فحكم داود بالغنم على صاحب الزرع بناء على ان صاحب الغنم لا بد له ان يضبط غنمه لئلا يخسر وَقد كُنَّا لِحُكْمِهِمْ اى لحكم داود إياهم اى لأصحاب الزرع بالغنم شاهِدِينَ مطلعين اطلاع شهود وحضور وبعد ما حكم ما حكم وكان ابنه سليمان عليه السّلام حاضرا عنده سامعا حكمه
فَفَهَّمْناها اى قد ألهمنا الحكومة الحقة والفتوى المحكمة في هذه القضية سُلَيْمانَ وهو يومئذ ابن احدى عشر سنة فقال الأرفق ان يدفع الغنم الى اصحاب الحرث لينتفعوا من ألبانها وأصوافها والحرث الى اصحاب الغنم ليقوموا بسقيها وحفظها ورعايتها حتى يعود الى الذي كان ثم يترادان ويتدافعان فقال داود سليمان القضاء ما قضيت فرجع عن حكمه وحكم بحكم ابنه وَان كنا كُلًّا منهما قد آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً اى رشدا صوريا ومعنويا حسب قابليتهما واستعدادهما وَكيف لا قد سَخَّرْنا مَعَ داوُدَ تفضلا منا إياه وتكريما الْجِبالَ الى حيث يُسَبِّحْنَ معه ويقدس الله عما لا يليق بجنابه حين اشتغل داود بتسبيح الله وتقديسه ازديادا لثوابه ورفعا لدرجته وَايضا قد سخرنا له الطَّيْرَ اى الطيور كلها يتفق معه حين اشتغاله بتسبيح الله وتنزيهه وَبالجملة قد كُنَّا به وبأمثاله فاعِلِينَ لخلص عبادنا من الأنبياء والأولياء وكذا لعموم من توجه إلينا من عبادنا فلا تتعجبوا منا أمثال هذا ولا تستبعدوا عن قدرتنا إبداعها واختراعها
وَايضا قد عَلَّمْناهُ من مقام جودنا إياه صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ اى الدروع وما يلبس لدفع الضرر حين الحرب والقتال وقد كانت الدروع حينئذ صفائح فحلقها داود وسردها بالهام الله إياه وتعليمه انما علمناه حلقها وسردها لِتُحْصِنَكُمْ وتحفظكم مِنْ بَأْسِكُمْ من جراحات السهام والسنان إذ هو ادفع من الصفائح وأخف منها فَهَلْ أَنْتُمْ ايها المنعمون المتنعمون شاكِرُونَ لوفور نعمنا إياكم
وَكذا قد سخرنا من كمال فضلنا ولطفنا لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ مع كونها عاصِفَةً سريعة السير والحركة آبية عن التسخير قد سخرناها له بحيث تَجْرِي بِأَمْرِهِ وحكمه سريعة إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا وكثرنا الخير فِيها لساكنيها وكذا لجميع من يأوى إليها الا وهي
نام کتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية نویسنده : النخجواني، نعمة الله جلد : 1 صفحه : 539