نام کتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل نویسنده : عبد الفتاح إبراهيم سلامة جلد : 1 صفحه : 189
وذكر أبو شامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد أبا طالب في مرض، فقال له: يا بن أخي ادع ربك أن يعافيني، فقال: اللهم اشف عمي؛ فقام كأنما نشط من عقال، فقال: يا بن أخي إن ربك الذي تعبده ليطيعك، فقال: يا عم، وأنت لو أطعته لكان يطيعك، أي يجيبك لمقصودك، وحسنه في الحديث المشاكلة، فظهر أن العرب استعملته بهذا المعنى". ا?.
تاسعا: تأويل الفلاسفة لكيفية الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عند تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ليْلاً..} ([1]: لإسراء) استطرد الفخر الرازي مفندا[1] لشبهات منكري المعراج، فاستدل على وقوع المعراج بأن من يؤمن بنزول جبريل عليه السلام - من الملأ الأعلى - بالوحي، يجب عليه أن يؤمن بصعود الرسول صلوات الله عليه بجسمه وروحه ليلة المعراج؛ لأن معراج الرسول بجسده كنزول الملك وهو جسم.
ثم ذكر تأويل الفلاسفة - الذين يسميهم بالحكماء - لكيفية الوحي وهو: "زوال الحجب الجسمانية عن روح محمد صلى الله عليه وسلم، حتى يظهر في روحه من المكاشفات والمشاهدات بعض ما كان حاضرا متجليا في ذات جبريل عليه السلام".
ثم عقب الرازي على هذا التهافت الفلسفي بقوله: "تفسير الوحي بهذا الوجه هو قول الحكماء، فأما جمهور المسلمين فهم مقرون بأن جبريل عليه الصلاة والسلام جسم، وأن نزوله عبارة عن انتقاله من عالم الأفلاك إلى مكة"[2].
ونحن نعقب: بأن رأي الفلاسفة هذا، اتباع للظن ومصادم لما جاء به القرآن في شأن جبريل عليه السلام، فالله سبحانه قد وصفه بأنه {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى، وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلى} (6، 7: النجم) ، فاستواؤه بالأفق الأعلى كما رآه رسول الله في بدء الوحي "سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض" فرآه على صورته الحقيقية[3] التي خلقه الله عليها، وهذا يؤكد الجسمانية والحركة لجبريل عليه السلام ثم قال تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} (8، 9: النجم) ، فالدنو والتدلي والقرب هي حركات جسمانية من جبريل عليه السلام [1] تلخيص لما ذكره الفخر الرازي في تفسيره الكبير ج 20 ص 148. [2] في باب (كيف كان بدء الوحي) من صحيح البخاري ج 1 ص 7 بحاشية السندي ط الحلبي، ورد قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: "فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض"، وفي تفسير سورة النجم في البخاري ج 3 ص 138 وردت رواية ابن مسعود أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – (رأى جبريل له ستمائة جناح) . [3] في باب (كيف كان بدء الوحي) من صحيح البخاري ج 1 ص 7 بحاشية السندي ط الحلبي، ورد قول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: "فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض"، وفي تفسير سورة النجم في البخاري ج 3 ص 138 وردت رواية ابن مسعود أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – (رأى جبريل له ستمائة جناح) .
نام کتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل نویسنده : عبد الفتاح إبراهيم سلامة جلد : 1 صفحه : 189