نام کتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل نویسنده : عبد الفتاح إبراهيم سلامة جلد : 1 صفحه : 197
يحشر فيه قوم[1] دون قوم، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول في سبحانه: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَد} (47: الكهف) ، وقد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم في أن الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي[2] قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته؛ ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويبتهجوا بظهور دولته، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم، وينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في القتل على أيدي شيعته، والذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته، ولا يشك عاقل في أن هذا مقدور لله تعالى [3]، غير مستحيل في نفسه، وقد فعل الله ذلك في الأمم الخالية، ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره، على ما فسرناه في موضعه" ا?.
ب- رد الطبرسي على متأولي الرجعة من الشيعة:
أحس بعض عقلاء الشيعة أن القول بالرجعة لا سند له من الحق، فتأولوها على نحو لا يصادم المعقول، وندع الحديث عنهم للطبرسي إذ يقول: "على أن جماعة من الإمامية تأولوا ما ورد من الأخبار في الرجعة على رجوع الدولة والأمر والنهي، دون رجوع الأشخاص وإحياء الأموات، وأولوا الأخبار الواردة في ذلك لما ظنوا أن الرجعة تنافي التكاليف، وليس كذلك؛ لأنه ليس فيها ما يلجئ إلى فعل الواجب، والامتناع عن القبيح، والتكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة والآيات القاهرة، كفلق البحر، وقلب العصا ثعبانا، وما أشبه ذلك، ولأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق التأويل إليها، وإنما المعول في ذلك على إجماع الشيعة الإمامية، وإن كانت الأخبار تعضده وتؤيده"[4].
مناقشتنا للطبرسي:
ونحن نعجب لهذا التناقض من الطبرسي بين قوله: إن جماعة من الإمامية تأولوا الأخبار الواردة في الرجعة.. وقوله: إن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة، فلماذا يؤولون أخبارا لا يعول عليها.
والحلقة الثانية من حلقات التناقض: اعترافه بأن بعض الشيعة تأولوا (الرجعة) ، ثم دعواه إجماع الشيعة على الرجعة، فأين الإجماع مع أن فريقا من الشيعة يؤولون. [1] من أحسن فهم القرآن، وقرأ الآية في سياقها ولحاقها لا يقول بهذا الافتراء، و (من) في هذا الموضع لابتداء الغاية، كما ذكر الشوكاني. [2] المهدي: هو الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإمامية، يزعمون أنه مختبئ في غيابه من الأرض وسيعود ليملأ الأرض عدلا بعد ما ملئت جورا، والكلام عن المهدي والأحاديث الواردة فيه، وبيان صحيحها من غيره كتبت فيه أبحاث.. [3] قدرة الله الأعلى لا يشك فيها مؤمن، ولكن هذه التخيلات المريضة والأوهام الباطلة لا سند لها من نقل ولا من عقل. [4] انظر الميزان في تفسير القرآن لمحمد حسين الطباطبائي ج 15 ص 405، 406 ط الأعلمي ببيروت.
نام کتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل نویسنده : عبد الفتاح إبراهيم سلامة جلد : 1 صفحه : 197