نام کتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل نویسنده : عبد الفتاح إبراهيم سلامة جلد : 1 صفحه : 202
تنفيذ القرطبي لهذا التأويل
...
ب- تفنيد القرطبي لهذا التأويل:
أخذ القرطبي بعد أن ذكر هذا التأويل، يبين رأيه ورأي العلماء فيه فقال: "وعلى هذا فلا يكون في هذه الدابة آية خاصة خارقة للعادة، ولا تكون من أمارات الساعة؛ لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير، فلا تكون آية خاصة مقترنة بوقوع
1 انظر أيضا القرطبي ج 13 ص 236.
2 نقلا عن تفسير القرطبي ج 13 ص 235.
3 انظر تفسير القرطبي ج 13 ص 236.
4 انظر تفسيره ج 13 ص 236 بتصرف.
الكعبة1.
ولا دليل أيضا على صحة هذه الرواية.
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده عن حذيفة قال2: "ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: "لها ثلاث خرجات من الدهر؛ فتخرج في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة -، ثم تكمن زمانا طويلا، ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك، فيفشو ذكرها في البادية، ويدخل ذكرها القرية - يعني مكة -".. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة، خيرها وأكرمها على الله المسجد الحرام؛ لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب، فارفض الناس عنها شتى3 ومعا، وتثبت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله؛ فبدأت بهم فجلت وجوههم، حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب، حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول له: يا فلان آلآن تصلي؟! فتقبل عليه فتسمه في وجهه، ثم تنطلق ويشترك الناس في الأموال، ويصطلحون في الأمصار، يعرف المؤمن من الكافر، حتى إن المؤمن يقول: يا كافر اقض حقي".
10- أ- هل الدابة داعية يبعث ليقيم الحجة على الكافرين:
نقل القرطبي4 في تفسيره الرواية المنسوبة لعلي رضي الله عنه، والقائلة بأن الدابة ما لها ذنب وإنما لها لحية، ثم نقل تعليق الماوردي على هذه الرواية وهو: "وفي هذا القول إشارة منه إلى أنها من الإنس وإن لم يصرح به".
ثم بين القرطبي الصلة بين هذه الرواية وبين تأويل من التأويلات الواردة في شأن الدابة وهو قوله: "قال بعض المتأخرين من المفسرين: إن الأقرب أن تكون هذه الدابة إنسانا متكلما، يناظر أهل البدع والكفر، ويجادلهم لينقطعوا، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة" ا?.
نام کتاب : المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل نویسنده : عبد الفتاح إبراهيم سلامة جلد : 1 صفحه : 202