responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتخب في تفسير القرآن الكريم نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 36
164 - وقد أقام الله سبحانه وتعالى دلائل وآيات لكل ذى عقل على وجوده وألوهيته، ومن ذلك السموات التى ترونها تسير فيها الكواكب بانتظام دون تزاحم ولا صدام تبعث الحرارة والنور لهذا العالم، والأرض وما فيها من البر والبحر، وتعاقب الليل والنهار وما فى ذلك من المنافع، وما يجرى فى البحر من السفن تحمل الناس والمتاع، ولا يسيِّرها إلا الله، فهو الذى يرسل الرياح التى يسير بها المطر ينزل فيحيى الحيوان ويسقى الأرض والنبات، والرياح وهبوبها فى مهابها المختلفة، والسحاب المعلق بين السماء والأرض، فهل هذه الأشياء كلها بهذا الاتقان والإحكام من تلقاء نفسها أم هى صنع العليم القدير؟ .

165 - ومع هذه الدلائل الواضحة اتخذ بعض الناس ممن ضلّت عقولهم أرباباً غير الله يطيعونهم ويعبدونهم كعبادة الله ويجعلونهم مثل الله، والمؤمن يسلم القيادة لله وحده وطاعته له لا تنقطع، أما هم فإن ولاءهم لآلهتهم يتزلزل عند النوائب فيلجأون إلى الله سبحانه، وهؤلاء الذين ظلموا أنفسهم لو عاينوا ما سينالهم من العذاب يوم الجزاء حين ينكشف ملك الله وتكون الطاعة له وحده، لانتهوا عن جرمهم وأقلعوا عن إثمهم.

166 - فى ذلك اليوم يرجو الأتباعُ أن ينجيهم رؤساؤهم من الضلال فيتنكرون لهم ويتبرَّأون منهم ويقولون: ما دعوناكم لطاعتنا فى معصية ربكم، وإنما هو هواكم وسوء تصرفكم، وتنقطع بينهم الصلات والمودات التى كانت بينهم فى الدنيا، ويصير بعضهم لبعض عدواً.

167 - وهنا يتبين الأتباع أنهم كانوا فى ضلال حين اتبعوا رؤساءهم فى الباطل ويتمنون أن يعودوا إلى الدنيا فيتنكروا لرؤسائهم كما تبرأوا منهم فى هذا اليوم، وتبدو لهم أعمالهم السيئة فتكون حسرات عليهم ويندمون، وقد ألقى بهم فى النار فلا يبرحونها.

نام کتاب : المنتخب في تفسير القرآن الكريم نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست