responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أيسر التفاسير نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 659
الآية (73) {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} يعنون الأب والابن وروح القدس، وبعضهم يقول الأب والابن والأم، والثلاثة إله واحد فأكذبهم تعالى في قيلهم هذا، فقال رداً باطلهم، {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ} أي: وليس الأمر كما يكذبون، وإنما الله إله واحد، وأما جبريل فأحد ملائكته، وعيسى عبده ورسوله، ومريم أمته، فالكل عبد الله وحده الذي لا إله غيره ولا رب سواه. ثم قال تعالى متوعداً هؤلاء الكفرة الكذبة: {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا[1] مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، فأقسم تعالى أنهم إن لم ينتهوا عن قولهم الباطل وهو كفر ليمسنهم عذاب أليم موجع غاية الإيجاع. ثم لكمال رحمته عز وجل دعاهم في الآية الثانية (74) إلى التوبة ليتوب عليهم ويغفر لهم وهو الغفور الرحيم، فقال عز وجل: {أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ} بترك هذا الكفر والباطل ويستغفرون الله منه، والله غفور للتائبين رحيم بالمؤمنين، وفي الآية الثالثة (75) أخبر تعالى معلماً رسوله الاحتجاج على باطل النصارى، فقال: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ[2]} فلم يكن رباً ولا إلهاً وإنما هو رسول مفضل قد خلت من قبله رسل مفضلون كثيرون وأمه مريم لم تكن أيضاً إلهاً كما يزعمون، وإنما هي امرأة من نساء بني إسرائيل صديقة[3] كثيرة الصدق في حياتها لا تعرف الكذب ولا الباطل وأنها وولدها عيسى عليهما السلام بشران كسائر البشر يدل على ذلك أنهما يأكلان الطعام[4] احتياجاً إليه لأن بنيتهما لا تقوم إلا عليه فهل أكل الطعام افتقاراً إليه، ثم يفرز فضلاته، يصلح أن يكون إلهاً. اللهم لا. وهنا قال لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انظر يا رسولنا كيف نبين لهم الآيات الدالة بوضوح على بطلان كفرهم، ثم انظر كيف يؤفكون[5] عن الحق، أي: كيف يصرفون عنه وهو واضح بين. وفي الآية الأخيرة (76) أمر رسوله أن يقول لأولئك المأفوكين عن الحق المصروفين عن دلائله لا ينظرون فيها أمره أن يقول لهم موبخاً لهم: {أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ

[1] الآية نص في أن من يقول بقول النصارى كافر مستوجب للعذاب الأليم.
[2] فيه قصر موصوف على صفة أي، قصر عيسى على الرسالة لا يتجاوزها إلى الألوهية، ولذا فهو قصر قلب لرد اعتقاد النصارى في أنه الله.
[3] صديقة: كثيرة الصدق في قولها وعملها، وفي تصديقها بآيات ربها، وفي تصديقها لابنها، وقد ناداها ساعة ولادته وفي رضاعه، وهل هي مع الصديقية نبية؟ في نداء الملائكة لها ما يرجح نبوتها، والله أعلم.
[4] إن من يأكل الطعام وولدته امرأة كيف لا يكون مخلوقًا مربوبًا محدثًا كسائر المخلوقين لم يستطع دفع هذا نصراني مهما أوتى من العلم إلى أنهم يهربون من مواجهة الحق فيقولون تضليلاً لعقولهم وخداعًا لنفوسهم إنه يأكل الطعام بناسوته لا بلاهوته، ومعناه: أن الإنسان اختلط بالإله، وهذه هي الحلولية الباطلة الفاسدة عقلاً وشرعاً وواقعا.
[5] يقال: أفكه يأفكه أفكًا، إذا صرفه صرفًا، وهو من باب ضرب.
نام کتاب : أيسر التفاسير نویسنده : الجزائري، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 659
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست