نام کتاب : تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة نویسنده : ابن أبي العز جلد : 120 صفحه : 79
وروى الإمام أحمد أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء، أكنت مفتدياً به؟ قال: فيقول: نعم، قال: فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلا أن تشرك بي". وأخرجاه في الصحيحين أيضاً[1].
وفي ذلك أحاديث أُخر أيضاً كلها دالَّةٌ على أن الله استخرج ذرية آدم من صلبه، وميز بين أهل النار وأهل الجنة[2] ...
وأما الإشهاد عليهم هناك، فإنما هو في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمرو رضي الله عنهم. ومن ثَمَّ قال قائلون من السلف والخلف: إن المراد بهذا الإشهاد إنما هو فطرهم على التوحيد، كما تقدم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه[3].
ومعنى قوله "شهدنا": أي قالوا: بلى شهدنا أنك ربنا. وهذا قول ابن عباس[4] وأبي بن كعب[5]. وقال ابن عباس أيضاً: أشهد بعضهم على بعض[6]. [1] أخرجه الإمام أحمد في المسند (3/127) ، والبخاري في صحيحه مع الفتح برقم (3334) ، ومسلم في صحيحه برقم (2805) . [2] قول المؤلف: "وفي ذلك ... الخ" نحوه قال ابن كثير في تفسيره (2/265) . [3] قول المؤلف: (وأما الإشهاد عليهم ... الخ" هو كلام شيخه ابن كثير في تفسيره (2/265) . [4] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15340) وقال محمود شاكر: بإسناد صحيح. [5] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15363) وقال محمود شاكر: إسناده صحيح. [6] أخرجه ابن جرير في جامع البيان برقم (15339) ضمن أثر عن ابن عباس وفيه "وأشهدهم على أنفسهم". وقال محمود شاكر: إسناده صحيح.
نام کتاب : تفسير ابن أبي العز جمعا ودراسة نویسنده : ابن أبي العز جلد : 120 صفحه : 79