responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 86
لَا يَصِلُ الْإِيمَانُ إِلَى قُلُوبِ مَنْ وَصَفَ اللَّهُ أَنَّهُ خَتَمَ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ إلا بعد فض خاتمه وحل رِبَاطَهُ عَنْهَا.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْوَقْفَ التَّامَّ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَقَوْلُهُ:
وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ جُمْلَةٌ تَامَّةٌ فَإِنَّ الطَّبْعَ يَكُونُ عَلَى الْقَلْبِ وَعَلَى السَّمْعِ، وَالْغِشَاوَةَ وَهِيَ الْغِطَاءُ تَكُونُ عَلَى الْبَصَرِ كَمَا قَالَ السُّدِّيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ يَقُولُ: فَلَا يَعْقِلُونَ وَلَا يَسْمَعُونَ يقول: وَجَعَلَ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةً يَقُولُ: عَلَى أَعْيُنِهِمْ فلا يبصرون، وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [1] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَالْغِشَاوَةُ على أبصارهم. قال: وحدثنا الْقَاسِمُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ وَهُوَ سنيد [2] ، حدثني حجاج، وهو ابن مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: الْخَتْمُ عَلَى الْقَلْبِ وَالسَّمْعِ، وَالْغِشَاوَةُ عَلَى الْبَصَرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ [الشُّورَى: 24] وَقَالَ: وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً [الْجَاثِيَةِ: 23] قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: وَمَنْ نَصَبَ غِشَاوَةً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ يَحْتَمِلُ أَنَّهُ نَصَبَهَا بِإِضْمَارِ فِعْلٍ تَقْدِيرُهُ:
وَجَعَلَ عَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةً وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نَصْبُهَا عَلَى الْإِتْبَاعِ عَلَى مَحَلِّ وَعَلى سَمْعِهِمْ كقوله تعالى: وَحُورٌ عِينٌ [سورة الواقعة: 22] وقول الشاعر: [الرجز]
عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا ... حَتَّى شَتَتْ هَمَّالَةً عيناها «3»
وقال الآخر: [مجزوء الكامل]
وَرَأَيْتُ زَوْجَكِ فِي الْوَغَى ... مُتَقَلِّدًا سَيْفًا وَرُمْحًا «4»

[1] تفسير الطبري 1/ 147.
[2] هو سنيد بن داود، أبو علي المحتسب المصيصي المدائني المتوفى سنة 126 هـ. من الطبقة العاشرة.
أخرج له ابن ماجة. ضعيف. (موسوعة رجال الكتب التسعة 2/ 113) .
(3) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (زجج، قلد، علف) والأشباه والنظائر 2/ 108 وأمالي المرتضى 2/ 259 والإنصاف 2/ 612 وأوضح المسالك 2/ 245 والخصائص 2/ 431 والدرر 6/ 79 وشرح الأشموني 1/ 226 وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 1147 وشرح شذور الذهب ص 312 وشرح شواهد المغني 1/ 58 وهمع الهوامع 2/ 130 وتاج العروس (علف) والطبري 1/ 147.
(4) ويروي أيضا: «يا ليت زوجك قد غدا» . والبيت بلا نسبة في الطبري 1/ 147 والأشباه والنظائر 2/ 108 وأمالي المرتضى 1/ 54 والإنصاف 1/ 54 وخزانة الأدب 2/ 231 والخصائص 2/ 431 وشرح شواهد الإيضاح ص 182 وشرح المفصل 2/ 50 ولسان العرب (رغب، زجج) ، مسح، قلد، جدع، جمع، هدى) والمقتضب 2/ 51.
نام کتاب : تفسير ابن كثير - ط العلمية نویسنده : ابن كثير    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست