نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 125
أثقل. . إذن فهناك حاسة العضل التي تقيس بها ثقل الأشياء. .
ولنفرض أنك دخلت محلا لبيع القماش، وأمامك نوعان من قماش واحد. . ولكن أحدهما أرق من الآخر. . بمجرد أن تضع القماشين بين أنامِلك تدرك أن أحدهما رقيق والآخر أكثر سمكا. . بأي حاسة أدركت هذا؟ ليس بحاسة اللمس ولكن بحاسة البينة وحكمها لا يخطئ. .
وعندما تشعر بالجوع. . بأي حاسة أدركت أنك جوعان؟ . . ليس بالحواس الظاهرة. . وكذلك عندما تظمأ. . ما هي الحاسة التي أدركت بها أنك محتاج الى الماء. . وعندما تكون نائما. . أي حاسة تلك التي توقظك من النوم. . لا أحد يعرف. .
اذن هناك ملكات في النفس وهي الحواس الظاهرة. . وهناك ادراكات في النفس. . وهي حواس لا يعلمها إلا خالقها. . لذلك عندما يأتي العلماء ليضعوا تعريفا للنفس البشرية نقول لهم: ماذا تعرفون عن هذه النفس؟! . . انكم لا تعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا. . ولكن هناك أشياء داخل النفس لا تعرفونها. . هناك ادراكات لا يعلم عنها الانسان شيئا، وهي ادراكات كثيرة ومتعددة.
. لذلك يخطئ من يقول إن ما لا يدرك بالحواس البشرية الظاهرة هو غيب. . لأن هناك ملكات وادراكات متعددة تعمل بغير علم منا.
لو أعطى لطالب تمرين هندسي فحله وأتى بالجواب. . هل نقول أنه عَلِمَ غيبا؟ . . لأن حل التمرين كان غيبا عنه ثم وصل اليه. . لا. . لأن هناك مقدمات وقوانين أوصلته الى هذا الحل. . والغيب بلا مقدمات ولا قوانين تؤدي اليه، وهل عندما تعلن الأرصاد الجوية أن غدا يوم مطير شديد الرياح. . أتكون قد عَلِمَتْ غيبا؟ . . لا. . لأنها أخذت المقدمات ووصلت بها الى نتائج وهذا ليس غيباً. .
واذا جاء أحد من الدجالين وقال لك ان ما سرق منك عند فلان. . أيكون قد علم الغيب؟ . . لا. . لأنه يشترط في الغيب ألا يكون معلوما لمثلك. . وما سرق منك معلوم لمثلك. . فالسارق والذي بيعت له المسروقات يعرفان من الذي سرق، وما الذي حدث. . والشرطة تستطيع بالمقدمات والبصمات والبحث أن تصل الى السارق ومن اشترى المسروقات. . وإذا جاءك دجال من الذين يسخرون الجن. .
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 125