responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 171
ما يجري في القلوب غيب عنا. . وأراد الله أن يقرب هذا المعنى إلينا. . فقال: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذي استوقد نَاراً} . . أي حاول أن يوقد نارا. . والذي يحاول أن يوقد نارا.
. لابد أن له هدفا. . والهدف قد يكون الدفء وقد يكون الطهي. . وقد يكون الضوء وقد يكون غير ذلك. . المهم أن يكون هناك هدف لإيقاد النار. .
يقول الحق سبحانه وتعالى: {فَلَمَّآ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ} . . ذلك أنهم في الحيرة التي تملأ قلوبهم. . كانوا قد سمعوا من اليهود أن زمن نبي جديد قد أتى. . فقرروا أن يؤمنوا به. . ولكن إيمانهم لم يكن عن رغبة في الإيمان. . ولكنه كان عن محاولة للحصول على أمان دنيوي. . لأن اليهود كانوا يتوعدونهم ويقولون أتى زمن نبي سنؤمن به ونقتلكم به قتل عاد وإرم. . فأراد هؤلاء المنافقون أن يتقوا هذا القتل الذي يتوعدهم به اليهود. . فتصوروا أنهم إذا أعلنوا أنهم آمنوا بهذا النبي نفاقا أن يحصلوا على الأمن. .
إن الحق سبحانه وتعالى يعطينا هذه الصورة. . إنهم أوقدوا هذه النار. . لتعطيهم نورا يريهم طريق الإيمان. . وعندما جاء هذا النور بدلا من أن يأخذوا نور الإيمان انصرفوا عنه. . وعندما حدث ذلك ذهب الله بنورهم. . فلم يبق في قلوبهم شيء من نور الإيمان. . فهم الذين طلبوا نور الإيمان أولا. . فلما استجاب الله لهم انصرفوا عنه. . فكأن الفساد في ذاتهم. . وكأنهم هم الذين بدأوا بالفساد. . وساعة فعلوا ذلك ذهب الله بنور الإيمان من قلوبهم.
ونلاحظ هنا دقة التعبير القرآني. . في قوله تعالى: {ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ} ولم يقل ذهب الله بضوئهم. . مع أنهم أوقدوا النار ليحصلوا على الضوء. . ما هو الفرق بين الضوء والنور؟ . . إذا قرأنا قول الحق سبحانه وتعالى: {هُوَ الذي جَعَلَ الشمس ضِيَآءً والقمر نُوراً} [يونس: 5]
نجد أن الضوء أقوى من النور. . والضوء لا يأتي إلا من إشعاع ذاتي. . فالشمس ذاتية الإضاءة. . ولكن القمر يستقبل الضوء ويعكس النور. . وقبل أن

نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست