نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 333
الشهر. . وإذا كان بدرا فنحن في وسطه وهكذا. .
إن هناك مقاييس دقيقة بالنسبة للقمر وقياس الزمن في عرف الناس؛ الإنسان العادي يستطيع أن يحدد لك الزمن بالتقريب بالليالي. . ويقول لك البدوي في الصحراء، هذا القمر ابن كذا ليلة.
وفي منطق الدين نحسب كل شيء بدخول الليل. . فهذه ليلة الأول من شهر رمضان نصلي فيها التراويح. . وليلة العيد لا تصلى فيها التراويح. . وليلة النصف من شعبان. . وليلة الإسراء والمعراج. .
وفي كل مقاييس الدين الليل لا يتبع النهار إلا في شيء واحد هو يوم عرفة. . فلا نقول ليلة عرفة وإنما نقول يوم عرفة. . إذن الليلة هي ابتداء الزمن في الدين. . والزمن عند الله مدته اثنا عشر شهرا للعام الواحد. . السنة الميلادية تختلف عن السنة الهجرية. . والسبب في ذلك أن الله سبحانه وتعالى وزع رحمته على كونه. . فلو أن المواقيت الدينية سارت على مواقيت الشمس. . لجاء رمضان مثلا في شهر محدد لا يتغير.
. يصومه الناس صيفا في مناطق محددة. وشتاء في مناطق محددة ولا يختلف أبدا. . فيظل رمضان يأتي في الصيف والحر دائما بالنسبة لبعض الناس. . وفي الشتاء والبرد دائما بالنسبة لبعض الناس. .
ولكن لأن السنة الهجرية تقوم على حساب الهلال. . فمعنى ذلك أن كل نفحات الله في كونه تأتي في كل الفصول والأزمان. . فتجد رمضان في الصيف والشتاء. . وكذلك وقفة عرفات وكذلك كل المناسبات الدينية الطيبة. . لأن السنة الهجرية تنقص أحد عشر يوما عن السنة الميلادية. . والفرق سنة كل ثلاث وثلاثين سنة.
والحق سبحانه يقول: {ثُمَّ اتخذتم العجل مِن بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} .
يريد أن يمّحص بني إسرائيل. . ويبين لنا كفرهم بنعم الله. فالله نجاهم من آل فرعون. . ولم يكادوا يعبرون البحر حتى رأوا قوما يعبدون الأصنام. . فقالوا كما يروى لنا القرآن الكريم: {ياموسى اجعل لَّنَآ إلها كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 333