نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 384
عاصون. . وصدر حكم الله عليهم: {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} .
وعادة أنك لا تأمر إنسانا أمرا إلا إذا كان في قدرته أن يفعله. . الأمر هنا أن يكونوا قردة. فهل يستطيعون تنفيذه؟ وأن يغيروا خلقتهم إلى قردة. . إنه أمر في مقدرة الله وحده فكيف يقول لهم كونوا قردة؟
نقول إن الآمر نفسه هنا هو الذي يستطيع أن يجعلهم قردة. . وهذا الأمر يسمى أمراً تسخيريّاً ولم يقل لهم كونوا قردة ليكونوا هم بإرادتهم قردة. . ولكنه سبحانه بمجرد أن قال كونوا قردة كانوا. . وهذا يدلنا على انصياع المأمور للأمر وهو غير مختار. . ولو كان لا يريد ذلك ولا يلزم أن يكونوا قد سمعوا قول الله أو قال لهم. . لأنه لو كان المطلوب منهم تنفيذ ما سمعوه ربما كان ذلك لازما. . ولكن بمجرد صدور الأمر وقبل أن ينتبهوا أو يعلموا شيئا كانوا قردة.
ولقد اختلف العلماء كيف تحول هؤلاء اليهود إلى قردة؟ كيف مسخوا؟ قال بعضهم لقد تم المسخ وهم لا يدرون. . فلما وجدوا أنفسهم قد تحولوا إلى خلق أقل من الإنسان. . لم يأكلوا ولم يشربوا حتى ماتوا. . وقال بعض العلماء أن الإنسان إذا مسخ فإنه لا يتناسل، ولذلك فبمجرد مسخهم لم يتناسلوا حتى انقرضوا. . ولماذا لم يتناسلوا؟ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى} [الأنعام: 164]
ولو أنهم تناسلوا. . لتحمل الأبناء وزر آبائهم. . وهذا مرفوض عند الله. . إذن فمن رحمة الله أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناسلون. . ويبقون فترة ثم ينقرضون بالأمراض والأوبئة وهذا ما حدث لهم.
قد يقول بعض الناس لو أنهم مسخوا قردة. . فمن أين جاء اليهود الموجودون الآن؟ نقول لهم أنه لم يكن كل اليهود عاصين. . ولكن كان منهم أقلية هي التي عصت ومسخت. . وبقيت الأكثرية ليصل نسلها إلينا اليوم. . وقد قال علماء
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 384