نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 473
إنهم لن يتمنوا الموت أبدا بل يخافوه. . والله تبارك وتعالى حين أنزل هذه الآية. . وضع قضية الإيمان كله في يد اليهود. . بحيث يستطيعون إن أرادوا أن يشككوا في هذا الدين. . كيف؟ ألم يكن من الممكن عندما نزلت هذه الآية أن يأتي عدد من اليهود ويقولوا ليتنا نموت. . نحن نتمنى الموت يا محمد. فادع لنا ربك يميتنا. . ألم يكن من الممكن أن يقولوا هذا؟ ولو نفاقا. . وَلو رياءً ليهدموا هذا الدين. . ولكن حتى هذه لم يقولوها ولم تخطر على بالهم. . أنظر إلى الإعجاز القرآني في قوله سبحانه: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ} .
لقد حكم الله سبحانه حكما نهائيا في أمر إختياري لعدو يعادي الإسلام. . وقال إن هذا العدو وهم اليهود لن يتمنوا الموت. . وكان من الممكن أن يفطنوا لهذا التحدي. . ويقولوا بل نحن نتمنى الموت ونطلبه من الله. . ولكن حتى هذه لم تخطر على بالهم؛ لأن الله تبارك وتعالى إذا حكم في أمر اختياري فهو يسلب من أعداء الدين تلك الخواطر التي يمكن أن يستخدموها في هدم الدين. . فلا تخطر على بالهم أبدا مثلما تحداهم الله سبحانه من قبل في قوله تعالى: {سَيَقُولُ السفهآء مِنَ الناس مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التي كَانُواْ عَلَيْهَا} [البقرة: 142]
ولقد نزلت هذه الآية الكريمة قبل أن يقولوا. . بدليل إستخدام حرف السين في قوله: «سيقولُ» . . ووصفهم الله جل جلاله بالسفهاء. . ومع ذلك فقد قالوا. . ولو أن عقولهم تنبهت لسكتوا ولم يقولوا شيئا. . وكان في ذلك تحدٍ للقرآن
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 473