نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 482
إنتقل الله سبحانه وتعالى بعد ذلك إلى تأكيد صدق رسالة محمد عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ. . وأن الآيات فيها واضحة بحيث إِن كل إنسان يعقل ويريد الإيمان يؤمن بها. . ولكن الذين يريدون الفسق والفجور. . هم هؤلاء الذين لا يؤمنون. . ما معنى الآيات البينات؟ إن الآية هي الأمر العجيب. . وهو عجيب لأنه معجز. . والآيات معجزات للرسول تدل على صدق بلاغه عن الله. . وهي كذلك الآيات في القرآن الكريم. . وبينات معناها أنها أمور واضحة لا يختلف عليها ولا تحتاج إلى بيان: {وَمَا يَكْفُرُ بِهَآ إِلاَّ الفاسقون} . . والفسق هو الخروج عن الطاعة وهي مأخوذة من الرطبة. . البلح قبل أن يصبح رطبا لا تستطيع أن تنزع قشرته ولكن عندما يصبح رطبة تجد أن القشرة تبتعد عن الثمرة فيقال فسقت الرطبة. . ولذلك من يخرج عن منهج الله يقال له فاسق.
والمعنى أن الآيات التي أيد بها اللهُ سبحانه وتعالى محمداً عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ ظاهرة أمام الكفار ليست محتاجة إلى دليل. . فرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الذي لم يقرأ كلمة في حياته. . يأتي بهذا القرآن المعجز لفظا ومعنى. . هذه معجزة ظاهرة لا تحتاج إلى دليل. . ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الذي لا تغريه الدنيا كلها. . ليترك هذا الدين مهما أعطوه. . دليل على أنه صاحب مبدأ ورسالة من السماء. . ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ الذي يخبر بقرآن موحى من السماء عن نتيجة حرب ستقع بعد تسع سنوات. . ويخبر الكفار والمنافقين بما في قلوبهم ويفضحهم. . ويتنبأ بأحداث قادمة وبقوانين الكون. . وغير ذلك مما احتواه القرآن المعجز من كل أنواع الإعجاز علميا وفلكيا وكونيا. . كل هذه آيات بينات يتحدى القرآن بها الكفار. . كلها آيات واضحة لا يمكن أن
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 482