responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 535
نقول إن أصدق ما قاله اليهود والنصارى. . هو أن كل طائفة منهم اتهمت الأخرى بأنها ليست على شيء. . فقال اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء. . والعجيب إن الطائفتين أهل كتاب. . اليهود أهل كتاب والنصارى أهل كتاب. . ومع ذلك كل منهما يتهم الآخر بأنه لا إيمان له وبذلك تساوى مع المشركين.
الذين يقولون إن أهل الكتاب ليسوا على شيء. . أي أن المشركين يقولون اليهود ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء. . واليهود يقولون المشركون ليسوا على شيء والنصارى ليسوا على شيء. . ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} . . وبذلك أصبح لدينا ثلاث طوائف يواجهون الدعوة الإسلامية. . طائفة لا تؤمن بمنهج سماوي ولا برسالة إلهية وهؤلاء هم المشركون. . وطائفتان لهم إيمان ورسل وكتب هم اليهود والنصارى. . ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} . . أي الذين لا يعلمون دينا ولا يعلمون إلها ولا يعلمون أي شيء عن منهج السماء. . اتحدوا في القول مع اليهود والنصارى وأصبح قولهم واحدا.
وكان المفروض أن يتميز أهل الكتاب الذين لهم صلة بالسماء وكتب نزلت من الله ورسل جاءتهم للهداية. . كان من المفروض أن يتميزوا على المشركين. . ولكن تساوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون. . وهذا معنى قوله تعالى: {كَذَلِكَ قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} . . ومادامت الطوائف الثلاث قالوا على بعضهم نفس القول. . يكون حجم الخلاف بينهم كبيرا وليس صغيرا. . لأن كل واحد منهم يتهم الآخر أنه لا دين له.

نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست