نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 643
قوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} . . الهداية هي الطريق المستقيم الموصل إلى الغاية وهو أقصر الطرق، وغاية هذه الحياة هي أن تصل إلى نعيم الآخرة. . الله أعطاك في الدنيا الأسباب لتحكم حركة حياتك ولكن هذه ليست غاية الحياة. . بل الغاية أن نذهب إلى حياة بلا أسباب وهذه هي عظمة قدرة الله سبحانه وتعالى. . والله جل جلاله يأتي ليعلمنا في الآخرة أنه خلقنا لنعيش في الدنيا بالأسباب وفي الآخرة لنعيش في كنفه بلا أسباب.
إذن قوله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} . . أي لعلكم تنتبهون وتعرفون الغاية المطلوبة منكم. . ولا يظن أحدكم أن الحياة الدنيا هي الغاية أو هي النهاية أو هي الهدف. . فيعمل من أجل الدنيا فيأخذ منها ما يستطيع حلالا أو حراما باعتبارها المتعة الوحيدة المخلوقة له. . نقول لا، إنه في هذه الحالة يكون قد ضل ولم يهتد لأنه لو اهتدى لعرف أن الحياة الحقيقية للإنسان هي في الآخرة. ولعرف أن نعيم الآخرة الذي لا تفوته ولا يفوتك. . يجب أن يكون هدفنا في الحياة الدنيا فنعمل ما نستطيع لنصل إلى النعيم بلا أسباب في الجنة.
نام کتاب : تفسير الشعراوي نویسنده : الشعراوي جلد : 1 صفحه : 643