نام کتاب : تفسير جزء عم نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 169
سورةُ الضُّحى
ثبتَ في الصحيحينِ عن جُنْدُبِ بنِ عبد الله البجلي، قال: دَمِيَتْ أصبعُ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، فاشتكى، فلم يَقُمْ ليلتين أو ثلاثاً، فجاءت امرأةٌ ـ وهي أمُّ جميل بنت حرب، زوج أبي لهب ـ، فقالت: يا محمدُ، إني لأَرجو أن يكونَ شَيْطانك قد تركَك، لم أرَهُ قَرَبَك منذ ليلتين أو ثلاثٍ، فأنزل الله: {وَالضُّحَى *وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى *مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}، وحُكِي غير هذا السبب، وكلُّها في تأخُّر نزولِ الوحي عنه صلّى الله عليه وسلّم، وادعاءِ المشركينَ أنَّ ربَّه قد تركَه وقَلاَه.
1 - [2] - قولُه تعالى: {وَالضُّحَى *وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}: يقسِمُ ربُّنا بأوَّلِ ساعاتِ النهار، وهو الضُّحى [1]، وبالليلِ إذا أقبلَ بظلامِه وسَكَن [2]. [1] سبقَ ذكر الخِلاف في الضحى عند أولِ سورةِ الشمس. [2] اختلف السلفُ في تفسير سَجَى على أقوالٍ:
الأول: إذا استوى وسَكَن، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد، والضحاك من طريق عبيد، وابن زيد.
الثاني: إذا أقبلَ، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، والحسن من طريق معمر.
الثالث: إذا ذهبَ، وهو قول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة.
قال الطبري: «وأولى الأقوالِ بالصواب عندي في ذلك، قول من قال: معناه: والليلِ إذا سكنَ بأهله، وثبتَ بظلامه؛ كما يقال: بحرٌ ساجٍ: إذا كان ساكناً، ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
فما ذنبنا إن جاشَ بحر ابن عمكم ... وبحرُك ساجٍ ما يواري الدعامِصَا
وقول الراجز:
يا حبذا القَمْراء والليلُ السَّاجْ
وطُرُقٌ مثلُ مُلاءِ النَّسَّاجْ» =
نام کتاب : تفسير جزء عم نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 169