نام کتاب : تفسير جزء عم نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 87
القرآن في الاستفهامِ عن سِجِّين، وبيَّن أن كتابَهم قد فُرِغَ منه، فلا يُزادُ فيه ولا يُنقص منه [1]، ولا يزولُ رَقْمُهُ كما لا يزول الخيطُ الذي على الثوب، والله أعلم.
10 - 11 - قولُه تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ *الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ}؛ أي: يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ فالهلاك والثبور لمن كذَّبَ بيوم الجزاءِ والحساب.
12 - قولُه تعالى: {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}؛ أي: ما يقعُ التكذيبُ بيوم الدِّين إلا من كلِّ من هو متجاوزٌ لما أحلَّ الله، مرتكِبٌ لما حرَّمَ الله.
13 - قولُه تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}؛ أي: من صفةِ هذا المعتدي الأثيمِ أنه إذا قُرئت عليه آياتُ القرآنِ قال عنها: إنها شبه الأقاصيصِ المكذوبةِ والمخترَعَةِ على السابقين من الأمم.
14 - قولُه تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}؛ أي: ليس الأمرُ كما يقول هذا المكذِّب في القرآن، ويعتقدُ في البعث، ولكن غلبَ على قلبه وغطَّاه ما كسَبَهُ من الذنوب، فجعَلَتهُ لا يُبصرُ الحق، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أذنبَ العبدُ نُكِتَ في قلبه نُكْتَةً سوداء، فإن تاب، صقلَ منها، فإن عاد، عادت، حتى تعظم في قلبه، فذلك الرَّانُ الذي يقول الله: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [2]».
= فيقول الله: اكتبوا كتابَه في أسفل الأرض في سجِّين في الأرض السفلى.
وقد وردَ في تفسير سجِّين حديثٌ يُنسبُ إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو لا يَصِحُّ عنه: «الفلق جُبٌّ في جهنَّم مغطَّى، وأما سجِّين فمفتوح»، قال عنه ابن كثير أنه حديث غريب منكر لا يصح. [1] قال ابن كثير: وقوله: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ}: ليس تفسيراً لقوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ}، وإنما هو تفسيرٌ لما كُتبَ لهم من المصير إلى سجِّين؛ أي: مرقوم: مكتوبٌ مفروغٌ منه لا يُزادُ فيه أحد، ولا يُنقصُ منه أحد، قاله محمد بن كعب القرظي. [2] هكذا وردَ تفسيرُ السلفِ لهذه الآية، وقد ذُكر عن مجاهدٍ صفة غَشَيانِ الرَّيْنِ، قال =
نام کتاب : تفسير جزء عم نویسنده : الطيار، مساعد جلد : 1 صفحه : 87