نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 1 صفحه : 156
يَقُولُ وما ذبح للأوثان فَمَنِ اضْطُرَّ إلى شيء مما حرم اللَّه غَيْرَ باغٍ استحلاله وَلا عادٍ يعنى ولا متعديا لَمْ يضطر إِلَيْهِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ فِي أكله إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ لما أكل من الحرام فِي الاضطرار رَحِيمٌ- 173- إذ رخص لهم فِي الاضطرار مثلها فِي الأنعام [1] «والمضطر» يأكل عَلَى قدر قوته.
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ يعني التوراة أنزلت فِي رءوس اليهود منهم كَعْب بن الأشرف، وابن صوريا، كتموا أمر محمد- صلى الله عليه وسلم- في التوراة وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا يعني عرضا من الدُّنْيَا ويختارون عَلَى الكفر بمحمد ثمنا قليلا يعني عرضا من الدُّنْيَا يسيرا مما يصيبون من سفلة اليهود من المآكل كُلّ عام ولو تابعوا محمدا لحبست عَنْهُمْ تِلْكَ المآكل.
فَقَالَ اللَّه- تَعَالَى ذكره-: أُولئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ يَقُولُ وَلا يزكي لهم أعمالهم وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- 174- يعني وجيع ثُمّ اخبر عَنْهُمْ، فَقَالَ- سبحانه-:
أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى يعنى باعوا الهدى الَّذِي كانوا فِيهِ من إيمان بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل أن يبعث بالضلالة التي دخلوا فيها بعد ما بعث محمد ثُمّ قَالَ: وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ أَي اختاروا العذاب [2] عَلَى المغفرة.
فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ- 175- يَقُولُ أَي شيء جرأهم عَلَى عمل يدخلهم [1] يشير إلى الآية 145 من سورة الأنعام وهي قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. [2] فى أ: ثم قال واختاروا العذاب على المغفرة. وفى الحاشية الآية: بالمغفرة.
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 1 صفحه : 156