نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 1 صفحه : 399
فحمل عَلَيْه أُسَامَة بن زَيْد بن حارثة الكلبي من بنى عبدود، فَقَالَ مِرْداس: إني منكم أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله.
فطعنه أُسَامَة برمحه فقتله وسلبه وساق غنمه.
فَلَمَّا قدِم المدينة أخبر أُسَامَة النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلامه النَّبِيّ ملامة شديدة. فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى الله عليه وسلم- قتلته وَهُوَ يَقُولُ لا إله إِلَّا اللَّه؟ قَالَ: إِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ أراد أن يحرز نفسه وغنمه؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أفلا شققت عن قلبه فتنظر صدق أم لا؟ قال يا رسول الله: كيف يتبين لي؟ وإنما قلبه بضعة من جسده فَقَالَ: فلا صدقته بلسانه وَلا أنت شققت عن قلبه فيبين لك. فَقَالَ: استغفر لي يا رسول الله. قَالَ: فكيف لك بلا إله إِلَّا اللَّه يَقُولُ ذَلِكَ ثلاث مرات.
فاستغفر لَهُ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الرابعة.
قَالَ أُسَامَة فِي نفسه: وددت أني لَمْ أسلم حَتَّى كان يومئذ فأمره النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سلم- أن يعتق رقبة. قَالَ مُقَاتِلٌ- رحِمَه اللَّه-: فعاش أُسَامَة زمن أَبِي بَكْر وعمر وعثمان- رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ- حَتَّى أدرك عَلِيّ بْن أبي طَالِب- رَضِيَ اللَّه عَنْهُ- فدعاه علي- رحِمَه اللَّه- إلى القتال. فَقَالَ أُسَامَة: ما أحد أعز علي منك، وَلَكِن لا أقاتل مسلما بعد قول النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
كيف لك بلا إله إِلَّا اللَّه؟
«فَإِن أتيت بسيف إذا ضربت به مسلما، قَالَ السيف: هَذَا مُسْلِم. وإن ضربت به كافرا، قَالَ لي: هَذَا كافر، قاتلت معك. فَقَالَ لَهُ علي» [1] : اذهب حيث شئت. فانزل الله- عز وجل-: [2] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [1] ما بين الأقواس « ... » من ل وهو ناقص فى أ. [2] أى فى قتل أسامة مرداس.
نام کتاب : تفسير مقاتل بن سليمان نویسنده : مقاتل جلد : 1 صفحه : 399