نام کتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن نویسنده : فيصل المبارك جلد : 1 صفحه : 157
على ذلك» ؟ فقالوا: أردنا إن كنت كاذبًا أن نستريح منك، وإن كنت نبيًا لم يضرك) . رواه البخاري بنحو وغيره.
وقوله تعالى: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْداً} ، أي: أن لا يعذبكم إلا هذه المدة، {فَلَن يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ} ؟ قال ابن مسعود: عهدًا بالتوحيد. {أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} ، أي: بل تكذبون على الله وتفترون؟ ثم قال: {بَلَى} : إثبات لما ذكر من خلود النار. {مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ، أي: ليس الأمر كما تمنيتم، بل الأمر أنه: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً} ، يعني: الشرك. {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} مات ولم يتب، {فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ، وهذا المقام شبيه بقوله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * وَمَن يَعْمَلْ
مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه» . وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب لهم مثلاً: «كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق، فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سوادًا وأججوا نارًا، فأنضجوا ما قذفوا فيها» . رواه الإمام أحمد.
نام کتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن نویسنده : فيصل المبارك جلد : 1 صفحه : 157