قال قتادة في قوله: {آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ} ، فقال: بعضهم لبعض: أعطوهم الرضى بدينهم أول النهار، واكفروا آخره، فإن أجدر أن يصدقوكم، ويعلموا أنكم قد رأيتم منهم ما تكرهون، وهو أجدر أن يرجعوا عن دينهم.
وقوله: {وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ} ، قال قتادة: هذا قول بعضهم لبعض.
وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ} ، قال مجاهد في قوله: {أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} ، حسدًا من يهود أن تكون النبوة في غيرهم وإرادة أن يتبعوا على دينهم.
قال ابن كثير: قوله: {أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ} ، يقولون: لا تظهروا ما عندكم من العلم للمسلمين فيتعلمون منكم ويساوونكم فيه ويمتازون به عليكم لشدة الإيمان به، أَوْ يُحَآجُّوكُمْ به عند رَبِّكم، أي: يتخذوه حجة عليكم بما في أيديكم، فتقوم به عليكم الدلالة، وتتركب الحجة في الدنيا والآخرة. انتهى.
نام کتاب : توفيق الرحمن في دروس القرآن نویسنده : فيصل المبارك جلد : 1 صفحه : 416