قال قتادة: كان الحسن يقول في قوله: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} الآية. هم: أهل الكتاب من اليهود والنصارى، رأوا نعت محمد - صلى الله عليه وسلم - في كتابهم، وأقروا به، وشهدوا أنه حق، فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فأنكروه، وكفروا بعد إقرارهم، حسدًا للعرب حين بعث من غيرهم.
وقوله تعالى: {إِلا الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} . قال مجاهد: جاء الحارث بن سويد، فأسلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم كفر الحارث فرجع إلى قومه، فأنزل الله عز وجل في القرآن: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إلى: {إِلا الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ، قال: فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه، فقال الحارث: إنك والله ما علمت لصدوق، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصدق منك وإن الله عز وجل لأصدق الثلاثة. قال: فرجع الحارث فأسلم فحسن إسلامه.
وقال عكرمة: نزلت في أبي عامر الراهب، والحارث بن سويد، ووحوح بن الأسلت، وفي اثني عشر رجلاً رجعوا عن الإسلام، ولحقوا بقريش، ثم كتبوا إلى أهليهم: هل لنا من توبة؟ فنزلت: {إِلا الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ} الآيات. واختار ابن جرير: جواز نزولها في الفريقين، وعمومها في كل مرتد.